يحيي الشعب الفلسطيني اليوم الخامس عشر من مايو الذكرى ال 65 لنكبة فلسطين وهجرة نحو مليون فلسطيني إلى الضفة الغربية وقطاع غزة ودول الجوار العربي بعد سلسلة من المذابح التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في البلدات والقرى والمدن الفلسطينية، واندلاع الحرب العربية الإسرائيلية الأولى عام 1948 والتي انتهت بهزيمة الجيوش العربية، وإعلان قيام دولة إسرائيل على 78% من أرض فلسطين التاريخية، وضم الضفة الغربية للمملكة الأردنية الهاشمية ووضع قطاع غزة تحت الإدارة المصرية، ليقسم الشعب الفلسطيني إلى لاجئين في دول الشتات، ومواطنين في الضفة والقطاع يخضعون لحكمين عربيين، بينما الجزء المتبقي ظل صامدا في أرضه يحمل الجنسية الإسرائيلية. اليوم وبعد مرور 65 عاما على النكبة، يحيي الشعب الفلسطيني الذكرى في ظل نكبة جديدة لحقت باللاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء في سورية حيث قتل حتى الآن آلاف الفلسطينيين وتم تهجير عشرات الآلاف، ودمر عدد من المخيمات أهمها وأكبرها مخيم اليرموك في دمشق، بينما على الأراضي الفلسطينية تأتي الذكرى في ظل الانقسام الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة (أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية) وفي ظل الاحتلال لمعظم أنحاء الضفة الغربية وتوسع الاستيطان في القدس التي تتعرض للتهويد والتدنيس، وحصار بري وبحري وجوي على قطاع غزة هو أشبه بالاحتلال رغم مغادرة جنود الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة عام 2005، ومنذ ذلك التاريخ وإسرائيل تعربد في غزة وتشن عليها الحروب موقعة المزيد من النكبات الجديدة من التدمير والقتل. في الذكرى، أصدرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بيانا بعنوان «متجذرون في أرضنا.. عازمون على الاستقلال والعودة»، أكدت خلالها أنه قد آن الأوان لإنهاء الانقسام «وأن تراخي المجتمع الدولي وعجزه حتى اللحظة عن تصفية الاحتلال الإسرائيلي ومخلفاته على الأرض الفلسطينية يشجعان إسرائيل على تكريس احتلالها وتقويض حل الدولتين. وأكدت اللجنة التنفيذية تصميم شعبنا الفلسطيني على مواصلة نضاله من أجل الاستقلال والعودة رغم التضحيات البطولية الطويلة التي قدمها على مدار 65 عاما التي مضت، والتي مثلت مصدر فخر وإلهام لأجيال متعاقبة ظلت حاملة للشعلة التي أوقدها آباؤنا وأمهاتنا.. لقد ظل شعبنا الفلسطيني في فلسطين وكافة مناطق الشتات، وبالرغم من الآثار الكارثية للنكبة على وحدة شعبنا الجغرافية، موحدا في هدف الاستقلال والعودة تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي مثلت ومازالت تمثل القائد السياسي ووطن الفلسطينيين المعنوي، وحامية إنجازاته ونضالاته على مدى العقود المنصرمة». المجلس الوطني الفلسطيني أكد بدوره أن الحقوق الوطنية في العودة وفق القرار 194 وتقرير المصير ثابتة وأصيلة لا يمكن القفز عنها أو المساومة عليها وأنه مهما طال الزمن فإن الشعب الفلسطيني سيعود إلى أرضه ودياره التي هجر منها بفعل الإرهاب الصهيوني الذي اشتد بطشه في عام 1948م. وشدد المجلس في بيان بمناسبة الذكرى ال 65 للنكبة أن الشعب الفلسطيني سيواصل النضال والكفاح بكل الوسائل المتاحة له للتخلص من نكبته التي طالت والعيش بكرامة كباقي شعوب الأرض مع استمرار رفضه الحازم لكل المحاولات التي تستهدف هذه الحقوق.