احيا الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات امس الذكرى الستين ل"النكبة" من خلال تنظيم الكثير من الفعاليات التي تؤكد تمسكهم بحق العودة إلى ديارهم وارضيهم في فلسطين. وفيما تحتفل إسرائيل بذكرى انشائها على ارض فلسطين وسط حضور دولي واسع يتقدمه الرئيس الأمريكي جورج بوش، يعيش مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة في ظل حصار "خانق" منذ نحو عام، بينما لا تزال مفاوضات السلام التي يقودها رئيس السلطة محمود عباس تراوح مكانها دون تقدم ملحوظ. وتأتي الذكرى الستين ل"النكبة" في ظل انقسام فلسطيني حاد بلغ ذروته منتصف حزيران - يونيو الماضي عندما سيطرت حركة (حماس) على قطاع غزة عسكرياً. وبهذه المناسبة انطلقت مسيرة شعبية من مخيم العودة مقابل قصر الحمرا القريب من مقر المقاطعة حيث يوجد محمود عباس في رام الله. وبدأت هذه الفعاليات عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر لتنطلق عند الساعة الثانية عشرة صافرات الإنذار إحياء لهذه المناسبة وتوقفت خلالها حركة السيارات والمواطنين لمدة دقيقة واحدة. وبعد ذلك انطلقت المسيرة الكبرى تتقدمها الفرق الكشفية التي انطلقت من ساحة ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات يتبعها سيارة البث وتوجيه المسيرة ومن ثم طلاب المدارس والفتيان يتبعهم بقية الحشد المشارك في المسيرة". ورفعت فقط الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء، ويافطات "اللجنة الوطنية العليا لاحياء ذكرى النكبة" فيما ارتدى المشاركون في المسيرة ملابس سوداء وتوجهوا شرقاً نحو مدينة البيرة ثم انتهت مسيرتهم عند ميدان المنارة وسط رام الله امام المنصة المخصصة لفقرات احياء الذكرى. والقى محمود عباس كلمة في ذكرى النكبة جدد فيها تأكيده على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وقال عباس في كلمته التي وجهها لجماهير الشعب الفلسطيني "أن أمن (اسرائيل) مرتبط باستقلالنا وأمننا واستمرار الاحتلال وديمومة النكبة لا يجلب الامن لاحد وأن أنهاء الاحتلال هو فقط الذي يجلب الامن وهذا ما دلت وتدل عليه تجارب الاحتلال في العالم". وتساءل رئيس السلطة "أما آن الاوان لمعاناة شعبنا وترسيخ نكبته أن ينتهى أما ان لاسرائيل أن تستجيب لنداء السلام العادل والشامل وتحقيق المصالحة التاريخية بين الشعبين على هذه الارض المقدسة والمعذبة". وتابع : "أجدد القول إن يدنا الممدودة للسلام بدون ضعف أو تهاون هي اليد التي كافحت طوال ستين عاما وأكثر من أجل الحرية فأصبحت أشد عزما وثقة واقتدارا وعليه نؤكد اليوم أن الاستيطان واستمراره يدمر فرص السلام ونقول لحكومة (اسرائيل) أن كل مشاريع الاستيطان وخاصة حول القدس بما فيها المشروع الذي يحاولون أحياءه يجب أن يتوقف أذا أرادوا عدم إضاعة هذه الفرصة المتاحة أمامنا اليوم". وأكد أن الشعب الفلسطيني تعالى على جراحه وآلام نكبته وتشرده في بقاع العالم وجعل من صنع السلام خياره الاستراتيجى ليس ضعفا ولا استسلاما بل رغبة في بناء مستقبل هذه المنطقة ومستقبل أبنائها. وشدد عباس على أننا مستعدون للسير في المفاوضات حتى الوصول إلى اتفاق سلام شامل يقود إلى إنهاء الاحتلال وقيام دولتنا المستقلة على حدود عام 1967بعاصمتها القدس الشريف وتأمين العدل والعودة للاجئين وفق القرار 1940وقال: "إن عذابات وآلام ستين عاما من التشرد والقهر والظلم والاحتلال لم تجعلنا نفقد الثقة بأنفسنا وبأمتنا العربية والاسلامية العظيمة التي وقفت وتقف معنا اليوم متمسكين معا بمبادرة السلام العربية التي تمثل أهم فرصة أذا أرادت (اسرائيل) سلاما حقيقيا راسخا ودائما مع محيطها العربي والاسلامي". واعلن وليد العوض عضو هئية العمل الوطني في قطاع غزة امس ان الشرطة التابعة للحكومة المقالة منعت مسيرتين في مخيمي رفح وجباليا في قطاع غزة في الذكرى الستين للنكبة واعتدت بالضرب على المشاركين. وقال العوض وهو عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وعضو هيئة العمل الوطني التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية لوكالة (فرانس برس) "ان الشرطة التابعة للحكومة المقالة قامت بقمع المواطنين الذين حضروا للمشاركة في احياء المهرجان المركزي لذكرى النكبة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة". واضاف ان الشرطة "قامت ايضا بتفريق المواطنين الذين تجمعوا في الشوارع والازقة بواسطة الضرب بالهروات والعصي حيث اصيب عدد من الشبان". واضاف العوض "لقد اعتدت عناصر شرطة (حماس) بالضرب على العشرات من المشاركين". واكد العوض انه "تم قمع ايضا احتفال آخر في مخيم رفح ومنع من اقامته".