عندما يعود أهالي قرى بلاد ربيع جنوبي الطائف بالذاكرة قليلا للوراء يتمنون عودة تلك الأيام التي كانت مزارعهم تجني لهم آلاف الريالات بسبب تنوع الفواكه والخضروات وكافة المحاصيل الزراعية إلا أن تلك المزارع أصابها الجفاف، إلا القليل منها بعد أن كانوا يطلقون عليها «وادي قنا» لكثرة الخضرة والمياه، وأطلق الكثير من أهالي قرى بلاد ربيع ذلك الاسم للخضرة التي كانت تغطي تلك المنطقة ومياهها المتدفقة. فيما كانت قرى بلاد ربيع «الفرعة، الجمالين، الشعيراء، الاقر، العنمة، الشتيات، والهدف، العطاء، والخيف» وكذلك وادي الخوقاء والعذبة والجرادحة، والثرمان وغيرها من الاودية والقرى المختلفة، جميعهما تشتهر بالزراعة لتوفر كميات كبيرة من المياه، كما كانت تصدر تلك المنتجات المختلفة إلى الطائف ومكة المكرمةوجدة العنب والرمان والخوخ وغيرها من الخضروات، ولكنها بين ليلها وضحاها تحولت بسبب شح الأمطار لصحراء قاحلة، فأصبح المواطنون يجلبون مياه الشرب من الطائف ومنطقة السر، وذلك وسط مطالبات من الأهالي بإعادة النظر في زيادة عدد الوايتات لمشروع السقيا لخدمة المواطنين. يقول سليم بن سفران، أن الماضي الجميل رحل وبقيت المزارع تعاني العطش رغم المحاولات البائسة التي يحاولون فيها إعادة الحياة لمزارعهم من خلال المياه التي يجلبونها من بعض الآبار المجاورة، رغم الاتساع الكبير لقرى بلاد ربيع إلا أن الخدمات البلدية لازالت تعاند تلك القرى، حيث لازالت القرى دون سفلتة رغم الوعود المتكررة للبلدية في بني سعد، بينما لازالت صيانة الطريق غائبة مما تسبب في تعطيل المواطنين وزيادة الحوادث على الطريق الزراعي الذي نفذ بطريقة بدائية شكلت خطرا للسكان وسالكي الطريق خاصة، أولئك القادمون من خارج المنطقة، مشيرا إلى أن الطريق المؤدي إلى قرى الجوف وقرية البنياء لازال دون تنفيذ مما يشكل خطرا على السكان ويؤخر الطالبات والطلاب عن مدارسهم ويرهق المرضى من وصولهم في الوقت المحدد للمراكز الصحية فيما اشار معيض بن ساعد، إلى أن السكان يعانون من خطر الطريق خاصة وقت هطول الامطار، مما يتسبب في تأخرهم وأضاف اصبحنا بين وزارتي الطرق والبلديات ولانعرف من ينهي معاناتنا. وقال ساعد: لاشك ان قرى بلاد ربيع نالت عدد كبير من الخدمات الطبية والتعليمية والبلدية والكهربائية والتي ساهمت بشكل كبير في توفير الحياة للسكان في القرى وتوطين الكثير منهم ولكن لازالت انقطاعات الطرق تشكل خطرا كبيرا على السكان وقت هطول الامطار لوقوعها على مجاري الاودية الكبيرة والتي تعرقل حركتهم وتقطع طريقهم وتهددهم بالخطر. من جهتة وعد امين محافظة الطائف المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج في حديثه ل «عكاظ» بتوفير كافة الخدمات البلدية في القرى، حيث وجه بسفلتة القرى والبدء في تنفيذها وسيشمل ذلك القرى الأخرى.