تفاقمت أزمة الأسمنت في عسير، بعد أن طال انتظار المواطنين ليوم وليلة ليحصلوا على بضعة أكياس أسمنت يفترشون فيها الأرض، ويتحملون برودة الطقس مساء، وسخونة الجو صباحا، ناهيك عن مشاكل ومعاناة الطوابير الطويلة والمشادات الكلامية بين المنتظرين، وما يتعرض له المنتظرون من الأرق والتعب والمعاناة المستمرة مع الأسمنت، ما جعل السوق السوداء تزدهر وتتفشى بسرعة الصاروخ، وتنتشر حتى أصبح تجارها معروفين ومشاهير بدواع كثيرة مثل بدل انتظار، بدل مشوار، بدل تعب وغيرها من مسميات استحدثها تجار السوق السوداء، فكيس الأسمنت المباع ب 16 ريالا نظاما يضاف له بدل انتظار 10 ريالات، وبدل مشوار 10 ريالات وبدل تعب 10 ريالات، وبدل تحميل 10 ريالات، وربما تتواصل البدلات حتى يصل السعر إلى 100 ريال، فقد وصلت حاليا 56 ريالا في بعض الأماكن. مابين أزمة وأسمنت واشتعال الأسعار وكأن هناك من يتربص بكل هللة للمواطن الضعيف. المواطنون أبدوا استياءهم من معاناة الأسمنت ففي أبها قال المواطن محمد سعيد: «للأسف اعتبر فوضى أزمة الأسمنت فضيحة لوزارات الدولة المعنية بالمشكلة»، ففي البلدان المتحضرة تعالج المشاكل سريعا. أما هنا فكل يوم تقرير صحفي إخباري فضائي أو مقروء غير المنتديات ولاحياة لمن تنادي. ومن صحيفتكم الموقرة نناشد ولاة الأمر بوضع حد وعقاب رادع لمن يتحدون أنظمة الدولة، ولكل الوزارات المتساهلة مع التجار والشركات التي تتسابق لخلق معاناة للمواطن المسكين، ونحن مع الأسف نمكث وقتا طويلا في طوابير الانتظار تصل لأكثر من 24 ساعة وفي النهاية لانجد سوى القليل مقابل أزمات نفسية ومعنوية كبيرة جدا». ووصف المواطن أحمد عبدالله من مدينة أبها أزمة الأسمنت الحالية فقال : نمكث ساعات ولانجد سوى أكياس بسيطة، ولانعلم ما سر ذلك ولماذا لم تحل المشكلة؟ وهل الأسمنت يصدر خارجيا أم ماذا؟ ولماذا كل هذه الطوابير المتعبة والانتظار الذي يعرقل سير الحياة الطبيعية؟، ويزيد المعانة ولا بد لك من ركن سيارتك من بعد المغرب، والانتظار حتى الصباح لتحصل على كمية قليلة وإن لم تدخل في الانتظار من الليل فعليك إذا التوجه للسماسره والرضوخ لجشعهم لتحصل على حاجتك. وأضاف، هل من حل أم نخرج من طابور إلى طابور؟، ومن مشكلة إلى أخرى؟ . وقال نحن نتجة أحيانا مجبرين إلى السوق السوداء. فهناك بعض التجار في المواد الغذائية وغيرها من مواطنين يشترون أكياس أسمنت ويخزنونها ثم يبيعونها بسعر عال جدا وصل إلى 56 ريالا. ولفت إلى غياب دور الرقابة في علاج المشكلة، وتلمس معاناة المواطنين، مطالبا بإيصال صوته إلى ولاة الأمر الحريصين على الشعب والمواطن. وتساءل المواطن عبدالرحمن العسيري: هل أصبح لدينا حيتان أسمنت، وشعير، وسكر وغيرها مثل تلك الحيتان التي تتواجد في دول أخرى، وما العلاج مع تلك الحيتان ؟ وأجاب على تساؤله قائلا :أعتقد أن إنشاء المصانع الجديدة سيحل جزءا من المشكلة، ومع استيراد الأسمنت من الخارج ستنتهي المعاناة كليا .فيما نادى مختصون بحلول عاجلة، حيث أشار المختص في علم النفس الدكتور حسن عسيري إلى أن المواطن لديه ضغوط حياتية كثيرة، ومواصلة تزايد تلك الضغوط تعرض صحة المواطن للخطر نفسيا وطبيا، من خلال ارتفاع الضغط وغيرها من أمراض قد تتسبب في بعض الأحيان في وصول الحالة إلى المرحلة الحرجة، إضافة لكون هذه الضغوط التي تضاف لضغوط العمل والمال والبيئة المحيطة مثل الأسرة وغيرها تجعل المواطن كئيبا ومتذمرا. وأن علاج مثل هذه المشكلات يوفر نوعا من المناخ الحيوي والمتفائل خصوصا مع تخفيض الأسعار، وحل المشكل، والأزمات مثل الشعير، والأسمنت، والسكر وغيرها. فيما أكد مدير عام فرع التجارة في عسير محمد أبو خرشة أن كميات الأسمنت متوفرة، والتنظيم في السوق موجود، ويتم توزيع الكميات بين المواطنين بالتساوي. وقال: إنه يتم توزيع 50كيسا لكل مواطن حسب الكميات، رغم أن الكمية كانت في السابق تتراوح بين 10إلى 20كيسا فقط. وقال: إن ذلك يتم وفق تنظيم وإجراءات تم فرضها عن طريق مندوبين من وزارة التجارة متواجدين في السوق وقت وصول الكميات، وهناك استمارات يتم تعبئتها كنوع من التنظيم في السوق، ويتم تقديم وإعطاء الكميات الأكثر للشركات العاملة في مجال المشاريع الخدمية للدولة؛ كونها تخدم المواطن، وتعطلها هو تعطيل لمصالح الجميع. في حين أكد أبو خرشه أن مصانع الأسمنت في المنطقة تعمل بكافة طاقتها والكميات متوفرة، ويصل إلى سوق أبها فقط أكثر من 13شحنة يوميا من الأسمنت، بما يعادل 900كيس كل شاحنة ويزيد العدد أحيانا. ونحرص على أن يبقى الصرف لكميات الأسمنت في أبها لأهالي أبها فقط والمراكز التابعة لها، عبر هذه الإجرءات التي نضعها لأنه تم كشف العديد من المواطنين يقدمون من خارج أبها للحصول على الأسمنت ومزاحمة أهل المنطقة وهم أولى.