تفاقمت أزمة الأسمنت في عسير أمس، وبدت شاحنات الأسمنت فارغة من الحمولة، والسوق تنتظر وصول الشاحنات من مصانع الأسمنت في المنطقة لتفريغ حمولتها أمام طوابير من المركبات التي تواجدت من أجل الحصول على كميات الأسمنت المنتظرة وسط تذمر عدد من الأهالي، واستغل عدد من العمالة الوافدة الموقف لعمل سوق سوداء ورفع الأسعار بعد نيل كمية من الأسمنت. بدت سيارات المواطنين متوقفة على جانبي طريق مدخل السوق في انتظار وصول شاحنات الأسمنت إلى السوق. وطالب عدد من المواطنين الجهات المختصة بضرورة وضع حل لهذه الأزمة، التي ربما تكون مفتعلة من قبل التجار، حيث تصل الشاحنة ويبدأ سعر كيس الأسمنت الواحد ب 16ريالا، ومن ثم يرتفع إلى 20ريالا و23 ريالا، وسط سوق سوداء تديرها عمالة وافدة تستغل الأزمة وترفع الأسعار بعيدا عن الرقابة. من جهته، قال مدير عام فرع وزارة التجارة في عسير محمد أبو خرشة، إن السبب الرئيس للأزمة هو عدم وجود موزعين وناقلين، وإن الكميات التي تصل أبها ومحافظة خميس مشيط ثابتة ولم تتغير، والسبب الرئيس في هذه الأزمة يتمثل في الناقلين وليس الموزعين، حيث لا يوجد موزعون رسميون معتمدون، إضافة إلى أن الطلب كبير ويفوق المعروض. وأضاف أن هناك مراقبا من وزارة التجارة يتواجد منذ الصباح في سوق أبها لمتابعة ومراقبة الأسعار وتوزيع الكميات، لكنه ألقى بمسؤولية العمالة الوافدة والسوق السوداء على وزارة العمل والجهات الأمنية، قائلا إن هناك لجانا متواجدة في السوق مختصة بهذا الشأن ويتم توزيع كميات الأسمنت في ظل الأزمة الحالية على المواطنين بالتساوي حسب المتوفر. إلى ذلك، تعيش محافظة بيشة ومراكزها ال 15 أزمة أسمنت مفتعلة، أدت إلى شح في المعروض وارتفاع في الأسعار إلى 20 ريالا للكيس في السوق السوداء، فيما لم يشفع قرب مصنع أسمنت بيشة في توفير الأسمنت لأهالي المحافظة ومراكزها. وشهد موقع البيع جنوب مدينة بيشة تجمع عدد كبير من المواطنين يبحثون عن الأسمنت، وقال علي فالح الشهراني إنه يبحث عن الأسمنت منذ يومين ولم يجد سوى 9 شاحنات تزاحم عليها المواطنون حيث تم توزيع 20 أكياسا لكل شخص، وهي كمية لا تكفي متطلبات البناء، مشيرا إلى أنه يحتاج إلى 50 كيسا على الأقل لكي يستأنف البناء المتوقف بسبب عدم توفر الأسمنت. وشاركه الرأي عبدالله معدي الذي طالب وزارة التجارة بتوفير عدد كاف من الأسمنت للمحافظة، مشيراً إلى أن العمل متوقف في منزله لعدم توفر الأسمنت. وأبلغ «عكاظ» مصدر في فرع وزارة التجارة والصناعة في بيشة عن صول 19 شاحنة يومياً محملة ب 11400 كيس إلى المحافظة، ولكنه أشار إلى أن هذه الكمية لا تكفي حاجة بيشة ومراكزها ال 15 بسبب الطفرة العمرانية فيها. وذكر المصدر أن هناك تنسيقا مشتركا بين محافظ بيشة محمد بن سعود المتحمي ووزارة التجارة والصناعة وشرطة بيشة على تنظيم عملية البيع والتوزيع العادل بين المواطنين، إضافة إلى مراقبة الأسعار من قبل مراقبي فرع وزارة التجارة والصناعة رغم قلة عدد الموظفين في هذا القطاع الحيوي. وبين المصدر أن كيس الأسمنت يباع ب 16 ريالا للكيس الواحد، مشيرا إلى أن من يرفع السعر لا يمنع من تحميل الأسمنت من المصنع مستقبلا. وأضاف أن من أسباب قلة المعروض في أسواق بيشة رغم وجود مصنع للأسمنت في المحافظة هو سحب محافظات رنية ووادي الدواسر ومنطقة الباحة من مصنع بيشة ما يؤثر سلباً على كمية بيشة.