خلف كواليس صوالين التجميل، ثمة تشوهات تتمثل في غياب الضوابط والرقابة الصحية ما يجعل بعض العاملات في هذه الصوالين يعملن في مجالات حقن البوتكس والتخريم وغيرها من الأمور التي هي بحاجة إلى أخصائيين مهرة، ما يؤدي إلى تضرر المرأة التي تخضع لمثل هذه العمليات. وكشفت مديرة تسويق في المدينةالمنورة أن المرأة بطبيعتها تحب الجمال وأن الجمال حق فطري وطبيعي للمرأة تظل تبحث عنه لتكمل به حياتها. وقالت مدير التسويق نهلة مظهر إن ركض المرأة وراء التجميل فتح مجالا شاسعا للبحث عن سبل متعددة لإبراز الجمال وتطويره وإيجاد الطرق السريعة لتحقيق هذا الهدف، مما خلق سوقا رائجة وكبيرة في هذا المجال بدءا من مساحيق التجميل وانتهاء بعمليات الشفط والنفخ والشد، وحيث إن هذه السوق في تطور مستمر ومتابعة دائمة وفي ظل افتقاد الضوابط التي تؤمن سلامة مستخدميها وتحت الترويج الإعلامي لكل تلك المنتجات، لا بد أن تظهر سلبيات ضارة وعواقب سيئة على من لا يمتلكون المعرفة الضرورية بطرق وسبل استخدام مثل هذه الأدوات التجميلية، ومن أهم وأخطر تلك السلبيات هي انتشار ظاهرة النساء اللواتي يحملن حقائبهن وأمام أعين الجميع وفي غياب شبه تام للرقابة متجهات صوب المشاغل النسائية؛ بهدف بيع إبر التنفيخ وحقن البوتكس والتخريم (بيرسنج) وتنظيف البشرة وتقشيرها. مجهولة المصدر وأضافت مظهر أنه مع الجهل بأنواع تلك المواد ومصدرها والمواد المستخدمة بها وما قد تنتجه من أمراض معدية لقصور في طرق التعقيم والآثار السلبية المترتبة عليها من تفتيح قد يؤدي إلى بهاق وتصبغات وحروق والتهابات جلدية وحقن تؤدي إلى الثعلبة، وما كان من هذه المشاغل النسائية إلا أن انتشرت انتشار النار في الهشيم بهدف الربح المادي وبيع الوهم والاستثمار تحت مسمى الممارسات الطبية التجميلية. وتابعت أن المطلع يعلم كليا أن الرخص الممنوحة لتلك المشاغل لا تجيز لها ممارسة مثل هذه الأنشطة التي تحتاج إلى خبراء متخصصين وتحت أنظمة صارمة ورقابة مشددة. وقالت إنه لا يسمح إجراء عمليات التجميل سوى للمراكز المتخصصة وعلى أيدي متخصصين حاصلين على شهادات تحت رقابة وزارة الصحة ورعاية الشباب وترخيص من الأمانة، وصرحت بوجود عقوبات لمن يزاول المهنة كحد أدنى غرامة مالية وصولا إلى إغلاق المشغل وسحب الرخصة الممنوحة لها، مضيفة بأنه على كل من تضررت اللجوء إليهم والتقدم بشكوى ضد الجهة التي سببت له الضرر واسم المكان وبأنه سيتم اتخاذ الإجراء اللازم، مستدركة حديثها بأنه سيكون هناك رقم مجاني ودورات توعوية وتثقيفية للحد من هذه المسألة. وتابعت أن هناك دراسات تؤكد أن 60 في المئة من دخل المعلمات سنويا في المملكة تصرف على عمليات التجميل في دراسة أجريت عام 2006م. كما كشف تقرير عن الإنفاق السنوي في المملكة أن ما يعادل ملياري ريال تصرف على عمليات التجميل سنويا. نتائج خطيرة من جانبها، أوضحت الدكتورة مها طلبة الاستشارية في الأمراض الجلدية والتجميل عن الآثار السلبية المترتبة على تخريم الأذن والأنف وحقن البوتكس والتقشير للبشرة وحقن الثعلبة على أيدٍ غير متخصصة، أن التجميل بصفة عامة مسألة ليست سهلة أبدا فأحيانا نحن كأطباء متخصصين تواجهنا مشاكل لا نستطيع السيطرة عليها كنزيف مثلا أو فتح عرق دموي أو تتسبب في نتائج عكسية وتكتلات تحت الجلد، لافتة إلى أن هناك آليات وتكنيكا معينا للحقن، ناهيك عن أن البوتكس مادة خطيرة جدا قد تترك ترهلا في عضلة الجسم أو شللا مؤقتا، و أنا كوني دكتورة أقوم بعمل تحديث لعملي بشكل دوري كل ستة أشهر لتجنب أي أخطاء طبية مستقبلا، فما بالك بغير المتخصصين. وتابعت أنه في حال عدم التعقيم والوقاية واستخدام الأدوات من مريض إلى مريض آخر، فإن ذلك يؤدي إلى انتقال الأمراض كالتهاب الكبد الوبائي والإيدز وغيرهما من الأمراض. وتابعت أن التعقيم يتم عادة من خلال جهاز تعقيم بالحرارة أو التعقيم الحراري الجاف وهو مكلف جدا وتتم على مرحلة واحدة بعد كل استخدام لمريض واحد. ودعت إلى تفعيل آليات التثقيف الخاصة بصوالين التجميل وفرض عقوبات مشددة ضد المخالفات في هذه المواقع. ما هي النصيحة التي تقدمينها انطلاقا من خبرتك في مجال التجميل؟ يشار إلى أن هناك قصصا واقعية ومعلومات ليست ببعيدة عنا قد نسمعها كل يوم، وهذه قصة ترويها إحدى الضحايا عن أنها كانت ترتاد أحد المشاغل النسائية لغرض حقن تجميل وتكبير الأرداف وقد تواصلت الجلسات بشكل يومي ولمدة أسبوعين وتم حقنها خلال هذه المدة ب59 إبرة مما تسبب لها بشلل جراء المواد السامة والصناعية التي كانت ضمن مكونات الحقن التي تسربت إلى داخل جسمها فباتت تعيش على العلاج منذ ثلاث سنوات وأن تكاليف علاجها بلغت ما يقارب المليون ريال. وفي حكاية أخرى، تروى المصابة سارة السعيد قصتها المحزنة عن تورطها في عمل زمام للأنف من خلال إحد تاجرات الشنط المتجولات التي حضرت إلى منزلها وأقنعتها بعمل البيرسنج وأنه لا ضير من ذلك ولن تستغرق العملية خمس ثوان مقابل مبلغ زهيد وقد استرخصته واسترخصت نفسها وصحتها وتقول إنها أصيبت بمرض نقص المناعة بلا ذنب جراء إبرة وأنها حرمت من الزواج والأمومة وممارسة حياتها بشكل طبيعي. الربح المادي الربح المادي يدعو مروجي مواد التجميل ليتكالبوا على كسب حصة من سوق الماكياج والمرأة يمكن أن تدفع تحويشة عمرها من أجل أن تبدو جميلة والنتيجة دائما ليست في صالح المرأة، بينما المروجون لتلك المواد يظلون يبحثون عن زبائن لبيع تلك السموم، ومن دون اتخاذ إجراءات صارمة ضدهم سيبقى الضرر يفرض حضوره.