منذ أكثر من 25 عاماً وأهالي العشاش، التي تبعد 220 كلم شمال المدينةالمنورة، ينتظرون إنشاء مستشفى يلملم جراحهم ويداوي آلامهم، لكنهم لم يحظوا سوى بمركز صحي صغير لا يكادون ينتفعون منه سوى لعلاج الزكام والحرارة، وقبل ثلاث سنوات أضيفت إليه عيادة لطب الأسنان، وقد قبلوا بالواقع، إلا أنهم اشتكوا من قصر الدوام في المركز فهو على فترتين من ال8:00 صباحاً إلى ال12:30 ظهراً، ومن ال4:00 عصراً إلى ال8:00 مساء، معتبرين أن هذا الدوام لا يكفي، خصوصا أن المركز يخدم أكثر من 12 هجرة إضافة إلى أهالي العشاش الذين يتجاوز عددهم 10000 نسمة. وأشاروا إلى أنه قبل سنة شيد مبنى جديد للمركز واستبشروا بأن يقدم لهم خدمات متكاملة ويعوضهم عن الانتقال إلى مستشفى خيبر العام، الذي يبعد 50 كلم، لكن ما حصل أن الدوام القصير فيه والمقسم إلى فترتين لا يسد احتياج الأهالي، إضافة إلى أن عيادة الأسنان التي افتتحت، لا يوجد فيها سوى طبيب واحد، مشيرين إلى أن الكثير من المراجعين يضطرون لزيارة العيادة عدة مرات قبل أن ينجحوا في الدخول الى الدكتور. من جانبه قال محمد الرشيدي وهو من سكان قرية العرائد التي تبعد عن مركز العشاش 15 كلم، إنه عندما يمرض أحد نضطر للذهاب به إلى محافظة خيبر على بعد 70 كلم، خصوصا في الليل حيث تكثر عندنا حالات اللدغ لأن منطقتنا برية وتكثر فها القوارض والحشرات البرية السامة. وأضاف لذلك لا بد من تشغيل المركز وتخصيص ولو ممرض واحد يستقبل الحالات. أما عبدالله العنزي فأشار إلى أنه تم اعتماد مستشفى للعشاش بسعة 50 سريرا وحتى الآن لم يتحقق ذلك، رغم أنه تم استلام الأرض وهي بجوار المركز الصحي الحالي. وأضاف أن الشؤون الصحية اعتمدت مركزا صحيا يعمل في قرية العقيلة التابعة لمركز الصلصلة التابع لمحافظة خيبر، وهو يعمل الآن، كما تم اعتماد مركز صحي آخر لقرية المطاوي الذي لا يبعد سوى 3 كلم عن مركز العقيلة ولا توجد فيه كثافة سكانية كبيرة، متسائلا أين العدل والمساواة؟ داعيا وزارة الصحة إلى التدخل السريع والوقوف على أرض الواقع. أما فهد العنزي فتحدث عن الخدمات الاجتماعية في مركز العشاش حيث قال إنها شبه معدومة، مشيرا إلى أن المطالبات ما زالت مستمرة لاعتماد جمعية لأهالي العشاش لتخفيف الضغط على جمعية خيبر والاستفادة مما تقدمه لأهالي العشاش وما حولها من قرى وهجر. أما سلمان الرشيدي فقال إن أكثر المواطنين يعتمدون على ما لديهم من أغنام وإبل، مشيرا إلى أن المحاصيل الزراعية لم تعد تكفي احتياجاتهم لشح المياه الجوفية. وأشار إلى أن المركز فيه الكثير من المحتاجين والفقراء داعيا إلى التركيز على هذا الموضوع قبل الشؤون الاجتماعية، مناشدا الجهات المعنية والجمعيات الخيرية زيارة أهالي مركز العشاش وتقييم الوضع ومشاهدة الناس الذين هم في حاجة إلى سكن وتوفير مساكن لهم. «عكاظ» نقلت شكاوى الأهالي من تدني الخدمات الصحية على مساعد المدير العام للصحة العامة في الشؤون الصحية في المدينةالمنورة الدكتور خالد الحربي الذي قال إن دوام مركز العشاش على فترتين من 7:30 صباحا إلى 12:30 ظهرا، ومن 4:00 عصرا إلى 8:00 مساء، ويوم الخميس يكون الدوام من الساعة 8:00 صباحا الى 12 ظهراً. وأضاف أن الشؤون الصحية في المنطقة تعمل على استحداث مراكز صحية جديدة تلبي احتياجات المواطنين بكل عدالة ومساواة، مشيرا إلى أنها رصدت 31 قرية بمحافظة خيبر وأدرجتها ضمن أولويات استحداث المراكز الصحية في الادارة العامة للتخطيط في الوزارة، لاستحداث مراكز لها مستقبلاً منها 16 مركزاً معتمدا من مجلس المنطقة، علماً أن ذلك يكون وفق المخطط الإقليمي للمنطقة الذي يحدد اتجاه ومكان التوسع في القطاعات الخدمية. الكادر لا يكفي قال سلطان العنزي إن المركز الصحي ليس مدعوماً بكادر يكفي لذا يكون الدوام على فترتين رغم أن مركز الصلصلة يداوم 16 ساعة متواصلة لوفرة العاملين فيه. وأضاف: نحن هنا نعاني من نقص الخدمة المقدمة ولا بد من تزويد المركز بكادر صحي لسد احتياج المواطنين.