شدد عدد من المهتمين على أهمية الحوار داخل الأسرة لضمان تماسكها والحد من المشكلات التي تواجهه أفرادها، مشيرين إلى أن توزيع الأدوار ما بين الأب والأم داخل الأسرة يسهم في تقليل النزاع بين الأبوين ويحدد الاختصاصات على أساس أن تكوين الأسرة هي عملية مشتركة بين الزوجين، لافتين إلى أنه بإمكان الأسر الاعتماد على الاستشارات الإلكترونية التي انتشرت مؤخرا لأخذ الرأي والمشورة لتحقيق التلاحم الأسري المنشود. وتشير الدكتورة سحر رجب مدرب ومستشار معتمد من المجلس العربي عضو هيئة الأممالمتحدة ومدرب ومستشار معتمد لإزالة المشاعر السلبية، إلى أن توزيع الأدوار من المهام المناط لرب الأسرة بعد مناقشتها مع الأم على أن يكون لكل فرد دور فاعل حتى لو صغر عمره، كلا على حسب سنه ومقدرته الجسدية، وقالت: «هذه الأمور تعلم الطفل منذ بدء نشأته كيف يكون مسؤولا عن نفسه وتعزز لديه الثقة»، وأضافت «فقدان الحنان على مدار السنوات الثلاث الأولى يؤدي إلى اختلال الشخصية لدى الطفل مما يؤدي إلى انتشار الجرائم، ودائما ما تكون التربية الناجحة تساعد على اكتساب الاستقلالية وتدفع الطفل إلى تحمل المسؤولية، وبينت الدكتورة رجب أن الصراع بين الأب والأم للسيطرة على الطفل والفوز برضاه قد يضع الطفل في حيرة شديدة وعاجزا في الاختيار عندما تأتيه أوامر متناقضة مما يعرضه لمعاناة نفسية كبيرة، وحذرت من عدم وجود حوار بين الأب والأم، سواء أكانت معلنة أو خفية، وقالت: «الفائدة من ذلك هو التواصل والألفة بين الزوجين من الأمور التي تجعل المشكلات ملحا للحياة وليس تدميرا لها وسببا من أسباب الطلاق». من جهته، أشار مشرف على أحد المنتديات المتخصصة في الإرشاد الأسري ساهر السلطان، إلى أن المنتديات الإلكترونية أصبحت من الآليات الحديثة التي تسهم في حل الكثير من القضايا الأسرية عبر الإجابة على أسئلة مرتاديها لحل المشاكل الأسرة لا زيادة تعقيدها، وقال: «من خلال المنتديات تعلم مرتاديها العديد من الأمور الإيجابية واستفادوا من المعلومات القيمة خاصة ما تتعلق بالحياة الزوجية»، وأضاف «منتدانا يعنى بالمشكلة بطرحها باسم (مشكلتي) حيث يتميز بسرية تامة حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال معرفة من صاحب المشكلة، وزاد «نتائج الاستشارات التي يقدمها المنتدى من خلال نخبة من المتخصصين كانت إيجابية بشكل مميز من خلال ما أفصح عنه رواد المنتدى». وأيد الدكتور محمد عاشور مستشار أسري تربوي، الأهمية التي تقوم بها المنتديات الإلكترونية وقال: «ساهمت المواقع الإلكترونية في تقديم الاستشارات والتواصل الفاعل والسريع بين صاحب الاستشارة والمستشار وتخطت حدود الزمان والمكان وهذه ميزة تقدمها التقنية الحديثة، ويمكن لنا أن نستفيد منها بشكل كبير جدا إذا أحسنا استخدامها»، وأضاف: لكن يترتب علينا كمستشارين ومؤتمنين أن نراعي دورنا وواجبنا والمسؤولية المحملة على عاتقنا وأن نراعي التخصص، فللأسف هذه الميزة يستغلها البعض بشكل سيئ، فأصبح كل من علم وجهل يصف نفسه مستشارا ويستقبل أسئلة الناس ويقدم حلولا ووصفات جاهزة تفتقد المعيارية والأسس الصحيحة، التي لا تكون بأسلوب «افعل ولا تفعل». وأشار الدكتور عاشور إلى أن مقولة «أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة» خاطئة، فالاستشارات أصبحت تخصصا وهنالك مكاتب كثيرة ومتوفرة للاستشارات المتخصصة.