تشهد المنطقة الشرقية في شهر ذي القعدة المقبل، اطلاق حملة ضد العنف الأسري، يشارك فيها خبراء واختصاصيون لبحث المشكلات الأسرية. فيما يستعد «مركز التنمية الأُسرية»، التابع إلى جمعية البر، في محافظة الأحساء لعقد وترتيب «المنتدى الأُسري الثالث»، في الشهر ذاته. ويأتي عقد المنتدى في دورته الثالثة، وإطلاق الحملة إثر نجاح المنتدى الثاني في العام الماضي، الذي شهد زيارة أكثر من 35 ألف زائر وزائرة، وتابعه نحو 160 ألف شخص على الانترنت والقنوات الفضائية. واحتلت الاستشارات الزوجية المرتبة الأولى، في قائمة الاستشارات الواردة إلى «مركز المستشار» التابع للمركز، وبلغ عدد الاستشارات اليومية نحو 80 استشارة، فيما تحل التربوية والنفسية في المرتبة الثانية. وذكر مدير مركز التنمية الأسرية الدكتور خالد الحليبي، أن «المركز يستقبل يومياً أكثر من 80 استشارة، وفيما بلغت تجاوزت الاستشارات 26 ألف استشارة منذ تأسيس المركز قبل خمس سنوات، شارك في معالجتها أكثر من 50 مستشاراً ومستشارة». وأشار إلى «الإعداد والترتيب لعقد المنتدى الأُسري الثالث، الذي سينطلق من 6 إلى 14 ذي القعدة المقبل، ولمدة ثمانية أيام في قاعة القلعة والجوهرة في الأحساء، بمشاركة عدد من العلماء والاختصاصيين، والمدربين، بهدف مناقشة عدد من المشكلات الأُسرية المهمة، وطرق معالجتها وكيفية تفاديها، إضافة إلى طرح أهم الاستشارات الأُسرية». وأضاف أن «المركز يعمل على إطلاق حملة كبيرة، على مستوى الشرقية في الفترة المقبلة، ضد العنف الأُسري، ويتم الإعداد لها بأسلوب مهني مختص، من طريق إعداد حقيبة تدريبية خاصة، وعرض تقدمي، وتدريب عشرات المدربين والمدربات في المنطقة عليها، إضافة إلى تقديم عدد من المحاضرات والبرامج، والمعارض، والمطبوعات، والفيديو كليب، إضافة إلى عمل فيلم تسجيلي، مدته دقيقة واحدة، يتم من خلاله التطرق إلى ظاهرة العنف الأُسري، وسيتم عرضه على بعض القنوات الفضائية»، لافتاً إلى أن «الحملة ستكون تحت إشراف ورعاية لجنة الجري الخيرية في المنطقة الشرقية». وأبان أن الأسباب الداعية إلى إطلاق «الحملة»، تكمن في أن «أهم مسببات انتشار ظاهر العنف الأسري هو الفهم الخاطئ للتربية، والطلاق، وما يترتب عليه من نزاع على الأولاد، وعدم توافق الزوجين في الأفكار، والمفهوم المغلوط عن القوامة، والتعامل السيئ مع العمالة المنزلية، إضافة إلى عقوق الوالدين». وأوضح أن «المركز استقطب عدداً من الاختصاصيين والأكاديميين المؤهلين من الجامعات، والمستشفيات، والجهات التربوية، وأنه تم تأهيل عدد كبير منهم، من خلال برامج تدريبية مميزة، وحصولهم على دبلوم معتمد في الإرشاد الأُسري من جامعة الملك فيصل»، موضحاً أن «المركز ساهم في علاج مشكلات أُسرية في سرية تامة»، مضيفاً أن «خدمات المركز قدمت إلى أكثر من 100 مدينة وقرية على مستوى المملكة، إضافة إلى عقد دورات تدريبية وبرامج شاملة للجميع، وذلك للحد من انتشار المشكلات الأسرية والنفسية والتربوية، التي قد تؤدي إلى إيجاد مناخ غير سليم وغير مستقر، قد يؤدي إلى تفكك الأُسرة وضياع الأبناء، وفي بعض الأحيان إلى الانتحار والتخلص من الحياة». وأبان أن من «البلاغات الواردة إلى الموقع الإلكتروني الخاص بالمركز، تُظهر مدى تفشي العنف الأُسري، إضافة إلى أماكن العمل»، مشيراً إلى «ورود بلاغات من ممرضات، تفيد تعرضهن لأفعال خادشة للحياء، وما يساعد على تدارك الأمر، أنها لم تتحول إلى ظاهرة بعد». ونسب حدوث الطلاق إلى أنواع من العنف، موضحا ان «غالبية حالات الطلاق وقعت في العامين الماضيين، وفي أعمار لم تتجاوز ال 30 عاماً» ما دعاه إلى الدعوة إلى «إيجاد دورات تدريبية متخصصة في الزواج، يتم تقديمها قبل عقد القران، لشرح المشكلات التي تحدث في أول الزواج، وكيفية معالجتها والتخلص منها».