نوه مراقبون سياسيون واختصاصيون في الإرهاب والأمن الفكري بأهمية زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية إلى الجزائر في تأمين الاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب أمنيا وفكريا. وقال ل«عكاظ» الباحث في شؤون القاعدة رئيس تحرير صحيفة الجزائر نيوز حميدة عياشي: «الزيارة التي لاقت أصداء واسعة في الجزائر وفي دول المغرب العربي تحمل دلالات جوهرية من جانبين، الأول في التنسيق المستمر والتعاون المطلق بين الدولتين في مكافحة الإرهاب دوليا، والثاني في تبادل التجارب والمعلومات والاستفادة من خبرات كل دولة بما يكفل الأمن والاستقرار في المنطقة، ويحقق أعلى مستوى العناية الاجتماعية والفسيولوجية، خاصة أن الإرهاب في الساحل الأفريقي له تأثيرات على المنطقة عامة، تتطلب حضور قوة عربية لدحره والتصدي له، إذ أن المسلحين المتمركزين في مالي وجنوب الجزائر هم إفرازات تجارب سابقة في أفغانستان وغيرها». ولفت عياشي إلى الحالة العربية العامة وما شهدته بعض الدول من حركات ثورية تدفع بعض الإرهابيين للاستفادة منها، كما بدا ذلك واضحا وجليا في ليبيا وتونس، على يد تيار متشدد متطرف له أهداف وأجندات بغيضة ومكشوفة للعالم. وأشاد بالموقف الحازم للمملكة تجاه العمليات التي شنها الجيش الجزائري ضد المسلحين في أميناس، وقال: «إن المملكة من أولى الدول التي لم تتردد في إبداء تأييدها لموقف الجزائر، وفي الطريقة التي تعاملت فيها مع الإرهابيين». منطقة جديدة للإرهاب وأوضح رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن عثمان بن صقر أن زيارة وزير الداخلية تأتي في إطار التعاون المستمر بين المملكة والجزائر في مختلف القضايا بما فيها قضايا الإرهاب، من منطلق الخبرة الواسعة التي تحظى بها المملكة في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي له من جهة، وفي مجال المعلومات الاستخباراتية المهمة في ما يتصل بالعناصر والتدريب والأساليب ونوعية التوجهات من جهة أخرى، بحيث تقدم ما لديها لأجهزة الأمن الجزائرية. وقال: «إن ما يؤكد أهمية الزيارة أن رئيس الجمهورية التقى الأمير محمد بن نايف وبحثا سبل تعزيز التعاون الأمني، ما يبرهن الدور الأمني الكبير الذي يقوم به وزير الداخلية شخصيا، ولثقل المملكة في المنطقة». وأشار ابن صقر إلى الأحداث الأخيرة التي تشهدها الجزائر، كونها تعاني من دولة جارة، وهي مالي، حيث تشهد حركات انفصالية ووجود جماعات مسلحة، الأمر الذي يعني لدى المملكة احتمالية خلق مناطق جديدة تتدرب فيها عناصر تنظيم القاعدة، ومن ثم تصديرهم إلى دول أخرى، خاصة المملكة والخليج. لافتا إلى ملمح آخر للمخاطر المحيطة بالجزائر والتي تنعكس على المنطقة، أن الثورة الليبية أوجدت أسلحة في أياد غير معنية بالسلاح، وكونت جماعات ومليشيات تجد أن من وراء العنف وسيلة لتحقيق مآربها. تفشي الإرهاب وأضاف أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود بالرياض، ونائب رئيس الجمعية السعودية للعلوم السياسية الدكتور شافي الدامر أن التعاون الأمني بين المملكة والجزائر له نتائج أوسع من حدود الدولتين، إذ تنعكس نتائجه إيجابا على المنطقة عامة، في وقف تفشي الإرهاب والتصدي له في كل مكان، إذا نظرنا إلى العوامل التي تدفع الإرهابيين لاستهداف بعض المناطق، لأهميتها السياسية والاقتصادية، أو الاستراتيجية وموقعها جغرافيا، مقابل الظروف المحيطة بهاتين الدولتين.