حذرت استشاري الأمراض الباطنية والروماتيزم بمستشفى القوات المسلحة بالرياض ورئيس اللجنة العلمية للجمعية السعودية للروماتيزم الدكتورة حنان الريس، من استخدام مضادات الالتهاب الاسترويدية (مشتقات الكورتيزون) لمدد طويلة في تخفيف حدة الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل المزمن، إلا باستشارة الطبيب المختص، وذلك لما لمشتقات الكورتيزون من آثار جانبية عديدة. وبينت الدكتورة الريس أن مرض التهاب المفاصل الروماتويدي المزمن يعد من الأمراض الخطيرة التي قد تسبب إعاقة للمريض، وتنشأ عن خلل غامض في الجهاز المناعي للجسم وتصيب الأغشية المبطنة للمفاصل. وقالت: تشير الإحصائيات الى أن معدلات الإصابة بمرض التهاب المفاصل الروماتويدي المزمن في المملكة تقع ضمن حدود المعدلات العالمية للإصابة بالمرض والبالغة واحد في المائة من سكان المملكة والعالم، إلا أن هذه المعدلات ترتفع قليلاً لتتراوح مابين إلى 1.5 الى 2 بالمائة في بعض المناطق الجغرافية المحددة. وأكدت الدكتورة الريس، أن التشخيص والعلاج المبكر للمرض يعدان من أهم الخطوات التي تحول دون تطور المرض وتآكل المفاصل وتلفها، والتي تحدث خلال السنتين الأوليين من المرض، مؤكدة حدوث تقدم كبير في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي المزمن في العقد الماضي، لاسيما في مجال الأدوية البيولوجية الحديثة التي تعمل على تثبيط المناعة الذاتية، عبر منع تأثير البروتينات التي تفرزها خلايا الجهاز المناعي مثل (TNF) وتستخدم منذ ما يقارب عشر سنوات وأثبتت فعاليتها في منع تآكل وتلف المفاصل ووقف نشاط المرض نهائيا عند بعض المرضى، وهناك بعض الأدوية البيولوجية التي تعمل على التخلص من الخلايا الليمفاوية والتي تلعب دورا أساسيا في المرض.