يعتقد الزائر لبحيرة السنابل جنوبيجدة، وهو يرى منطقة شاسعة تملؤها المياه وتسبح فيها الطيور بأشكالها المختلفة، أنها على غرار بحيرة الأربعين ذاك (الشرم) من البحر الأصلي، حتى تخيل البعض إمكانية التخييم والتنزه وما تبعه من تصرفات كالسباحة والصيد مثلما يتم على ضفاف البحر، إلا أن الحقيقة تؤكد أن الموقع ليس إلا بحيرة ممتدة على مساحة آلاف الأمتار من المياه الجوفية المختلطة بمياه الصرف الصحي . لكن الملفت للنظر أن المشهد ظاهر للعيان وعلى سطح الأرض بالقرب من الطريق الدولي (خط الساحل)، الأمر الذي يجعل الادعاء بعدم رؤيته تحايلا على الواقع الذي يؤكد أن البحيرة تكونت من عدة عوامل جزء منها تسببت فيه مياه الأمطار القديمة، والجزء الآخر من مياه آسنة تطفح ليل نهار بلا تدخل من أحد، والجزء الأكبر من المياه الجوفية التي لم يتوصل أحد لحلول لها حتى الآن، في وقت باتت طيور البحر و(مالك الحزين) وحدها التي تجد لنفسها بحيرة بالقرب من أعشاشها، وتصطاد كما يقال (في الماء العكر) والغير صالح لأي استخدام، فيما تراكمها مصدرا للروائح الكريهة ومصدرا للبعوض والحشرات. ويعبر أحمد عبدالباري (من سكان الحي) عبر عن قلقه من الوضع الذي آل إليه الحي ووصفه بالكارثي، ويعكس صورة سيئة عن جدة وعن الحي الذي يقع بالقرب من الطريق الدولي، والداخل إلى جدة أو الخارج منها يشاهد البحيرة التي تتجمع فيها الطيور البحرية وتنبعث رائحة نتنة تزكم الأنوف وتسبب أمراضا لا تعد ولا تحصى. وأضاف: «تقدمنا بشكاوى كثيرة لمصلحة المياه من أجل الإسراع بشفط المياه ومعالجة الوضع الحالي إلا أنها لا تستجيب لندائنا، وتقدم الجيران بعدة شكاوى مماثلة لأمانة محافظة جدة للمساهمة في قطع الأشجار وسفلتة الطريق وأفادت بأنها لا تستطيع سفلتة المكان إلا بعد شفط المياه المتكدسة في الموقع». وأعرب سعود الزهراني عن استيائه بما أسماه (إهمال) في الحي وترك المياه تزداد منذ آخر هطول للأمطار، من غير معالجة أو شفطها عبر الصهاريج والتخلص منها، فالمطر يبدأ مطرا وعند الإهمال فإنه يقوم بجلب الحشرات الضارة التي تسبب الأمراض لنا ولعائلاتنا وتساءل: «أليس في ذلك هدرا للمال العام وعدم الحفاظ عليه، فبدلا من معالجة الأمر من جهة واحدة، فاقم الإهمال الأمر واستدعى تدخل جهات وأجهزة حكومية أخرى مثل وزارة الصحة والأمانة وغيرها، فكلما عولجت المشكلة في وقتها كلما كانت النتيجة أفضل». وتخوف عبدالله ناصر الزهراني عن خوفه من حدوث أمراض (لا قدر الله) لأطفال الحي جراء المياه الملوثة، حيث إن بعض الأطفال يخرجون بغفلة من أهلهم في فترة العصر ويذهبون لممارسة السباحة في المياه، ولا يدركون ضررها على صحتهم وما قد تسببه من كوارث صحية على جسم الإنسان. وأضاف ساخرا: «لا ينقص الموقع إلا جولات سياحية بزوارق صغيرة أو دبابات بحرية، ولو حدث ذلك فالأمر غير مستغرب». رقابة وعقوبات أبلغ «عكاظ» مدير شركة المياه الوطنية المهندس عبدالله العساف عن ترسية مشروع تصريف مياه الصرف الصحي في مخططات جنوبجدة بإجمالي عقد بقيمة 20 مليونا، وقال: «إن مقاول المشروع استلم الموقع وسيتم البدء في تنفيذه خلال العشرة أيام المقبلة»، وسيكون المشروع جاهزا حسب العقد خلال 8 أشهر، لافتا إلى أن وهناك رصد ميداني للمشاريع ومراحل العمل فيها، ومبينا أن أي خلل أو قصور في التنفيذ يتم رصده فإنه ستطبق الإجراءات القانونية حيال المخالفين والمتجاوزين حسب نصوص العقود الموقعة بين الأطراف.