يتعكر مزاج أحمد الجحدلي، من سكان حي الرويس في جدة، كلما حل المساء. ومثله كثيرون تكتم أنفاسهم روائح لا تطاق تنبعث في الأمسيات من بحيرة لطفح آسن تتمدد منذ فترة ليست بالقصيرة على الطرف الجنوبي للحي. وأكثر ما يضايقه صمت البلدية عن التلوث البيئي الناجم عن البحيرة المحاذية لشارع فيض السماء، وعن تكاثر البعوض والحشرات فيها، على حد قوله. ويقول جاره عبد الرحمن نسيب إن أصواتهم بحت بالشكوى، رغم أن الأمر واضح للعيان، وغير بعيد عن نظر مراقبي صحة البيئة، وكان ينبغي عليهم المبادرة لحل المشكلة قبل أن تصلهم الشكاوى. لكن سلطان الغامدي يرى أن المسؤولية مشتركة بين البلدية والأهالي الذين لا يكترث بعضهم بشفط بيارات منازلهم بشكل دوري قبل أن تطفح، وتنساب مياهها النتنة. وفي نفس الوقت تهمل فرق البلدية صيانة غرف تفتيش الصرف الصحي في الشوارع مما يتسبب في طفحها، وتظل على ذلك الحال لعدة أيام وأحيانا أسابيع في جدة التي يحلو لسكانها تسميتها عروس البحر الأحمر. ويعاني من مشكلة مماثلة سكان حي البوادي، حيث يقول مبروك العيسى إن تسربات المياه الملوثة من أنابيب الصرف الصحي تتجمع أمام منازلهم، وتعرضهم لأوبئة خطيرة مثل حمى الضنك وغيرها من الأمراض المعدية. ويشير منصور الفردي إلى أن الزعم بأن المياه الجوفية سبب الطفح، تهرب من مواجهة المشكلة. والحقيقة لا تحتاج إلى إيضاح أكثر من روائح الصرف الصحي المنبعثة من تجمعات المياه المنسابة في الشوارع والساحات. وفي حي الجامعة يشتكي السكان من تجمع مياه الصرف الصحي في حفرة عميقة في شارع البساطة. ويقول إبراهيم الزهراني إن الحفرة المجاورة لمنزله ممتلئة بالمياه الآسنة نتيجة لانكسار إحدى التمديدات قبل أسبوعين. وتشكل في الليل مصيدة للأطفال وكبار السن، وما تزال المشكلة مستمرة دون حل رغم معاينة لجنة ثلاثية للموقع الذي لاتوجد فيه إنارة. ورأت اللجنة ضرورة ردم الحفرة بعد شفط المياه المتجمعة فيها، لكن ذلك لم يتم حتى الآن. وعلمت «عكاظ» من مصادر في شركة المياه الوطنية أن البلاغ المقدم من قبل بعض أهالي حي الجامعة مسجل بتاريخ التاسع والعشرين من شهر رجب الماضي ورقم 31758 . وذكرت المصادر أنه تم إبلاغ عمليات الصرف الصحي، ومعاينة الموقع، وإجراءات المعالجة ما تزال قيد التنفيذ.