قال المونسنيور فريدريكو لومباردي الناطق الرسمي باسم بابا الفاتيكان ومدير عام إذاعة وتلفزيون الفاتيكان ل«عكاظ»: «إن الإشاعات التي رافقت إعلان البابا لاستقالته ليس لها أي صلة بالحقيقة على الإطلاق»، مشيرا إلى أن البابا قرر التنحي بسبب تدهور حالته الصحية وكبر سنه، حيث يبلغ من العمر 84 عاما، مؤكدا أن إعلان التنحي يعد تاريخيا لما تضمن من مسؤولية وشجاعة وقوة قبل انتهاء المدة المحددة له، ومبينا أنه «قرار لا مثيل له». وأوضح المونسنيور لومباردي أن فكرة الاستقالة راودت البابا قبل عام خلال زيارته للمكسيك وكوبا، ولكنه تحفظ على هذا النبأ إلى أن أتيحت له الفرصة وأعلن عن الاستقالة في اجتماع مع مجلس الكاردينالات بالمجلس البابوي. وعلمت «عكاظ» أن البابا ستنتهي مهمته في الفاتيكان الخميس المقبل (28 فبراير الجاري)، وسيتم اختيار البابا الجديد في مارس قبل حلول عيد الفصح المسيحي. وحسب مصادر الفاتيكان، فإن هناك توجها لاختيار بابا من أفريقيا أو أمريكا اللاتينية أو آسيا، وأشارت بعض المصادر المقربة من الفاتيكان إلى أن أبرز الشخصيات المرشحة لهذا المنصب، هم: الكاردينال بيتر توركسون (من غانا)، والكاردينال ليوناردو ساندري (من الأرجنتين)، والكاردينال أوديلو بيترو شيرير (من البرازيل). الجدير بالذكر أن بابا الفاتيكان بندكتوس ال 16 قد تعثر خلال فترة توليه في أمور عدة، كان أولها ما جاء على لسانه حول الإسلام في محاضرة ألقاها أمام جامعة ريغنسبورغ الألمانية في 12 ديسمبر2006م تحدث فيها عن علاقة العقل بالإيمان ورؤية المسيحية والإسلام، وعن الجهاد والحرب المقدسة في الإسلام، ناقلا أقوال مقتبسة من إمبراطور بيزنطي تناولت رؤيته للجهاد بصورة أدت إلى تشويه صورة الإسلام، ووصف تعاليم الرسول عليه الصلاة والسلام بالشر واللا إنسانية، الأمر الذي دعا إلى تفعيل حوار بناء بين الإسلام والفاتيكان، وإسراع البابا بالإعراب عن أسفه للمسلمين، ولا سيما أن محاضرته لم يتم مراجعتها بشكل أكاديمي لتجنب هذا الخطأ. وقال الناطق الرسمي باسم بابا الفاتيكان إن البابا كان قد صرح بأن الحوار الديني الثقافي بين المسيحيين والمسلمين لا يمكنه أن يكون خيارا، وإنما هو ضرورة حيوية، حيث يشكل أهمية كبيرة لمستقبل الديانتين.