أبلغ البابا بنديكتوس السادس عشر آلافاً من المؤمنين أمس، أن قراره التاريخي بالاستقالة اتُخذ «من اجل خير الكنيسة»، فيما أعلن الفاتيكان أن مجمع الكرادلة لانتخاب حبر أعظم جديد، سيُعقد بعد 15 آذار (مارس) المقبل. البابا الذي لقي استقبالاً حاراً من حوالى 8 آلاف مؤمن، في لقاء أسبوعي عام شكّل أول ظهور علني له منذ إعلان استقالته، شكر الكاثوليك على «محبتهم وصلواتهم»، مضيفاً: «استقلت بملء إرادتي، من أجل خير الكنيسة، بعدما صلّيت لفترة طويلة وفحصت ضميري أمام الله. أشكركم على محبتكم وصلواتكم التي واكبتموني بها في هذه الأيام الماضية التي لم تكن سهلة. تابعوا الصلاة من أجلي وللكنيسة وللبابا المقبل». وأضاف: «كنت مدركاً جداً خطورة هذا الفعل، ولكن أيضاً لعدم قدرتي على إنجاز وزارتي (البابوية) بالقوة البدنية والروحية التي تتطلبها». وأوردت صحيفة «لا ريبوبليكا» أن البابا كان ينوي التنحّي فور إعلان استقالته، من دون انتظار فترة انتقالية، مشيرة إلى أن مستشارين «أقنعوه بأن فترة الأسبوعين اللذين يفصلان الإعلان عن التنحي نهاية الشهر، ضرورية لإنجاز خطوات قانونية ودستورية يجب اتخاذها تحت سلطته». وقال الناطق باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي إن «الخاتم البابوي الذي يُقطّع عادة بعد موت الحبر الأعظم، سيتعرّض إلى المصير ذاته»، بعد تنحي البابا في 28 من الشهر الجاري. وتشير مصادر في الفاتيكان إلى أن البابا أنجز كل مهمة خطّط لها، قبل إعلان استقالته، سوى أمر واحد، هو «الرسالة الرعوية البابوية» التي كان يعمل على إنجازها منذ وقت طويل، وتخصّ قضايا الإيمان. وقال لومباردي إن «الرسالة لن تُنشر قبل نهاية الشهر، لأنها ليست جاهزة للنشر». وأعلن لومباردي أن مجمع الكرادلة لانتخاب البابا الجديد، سيُعقد اعتباراً من 15 آذار المقبل، مذكراً بأن الدستور الرسولي ينصّ على مهلة 15 إلى 20 يوماً للدعوة إلى انعقاد مجمع الكرادلة، بعد وفاة البابا أو استقالته. وأضاف: «لكن القرار المتعلق بالموعد، هو من اختصاص الكرادلة الذين سيعقدون اجتماعات» في الفاتيكان بعد تنحي البابا. إلى ذلك، أحيت إيطاليا والفاتيكان الذكرى ال84 لمعاهدات لاتيران المبرمة بين الجانبين عام 1929.