قطعوا الشك باليقين وقالوا للناس نحن ها هنا.. شباب ناهضون ركلوا ثقافة التردد وأوهام العيب وتوغلوا إلى مهن كانت حكرا لغيرهم لعقود طويلة. ميكانيكون سعوديون يخترقون أشعة الشمس ويضعون رفاقهم المتخرجين في تحدٍ كبير. كما وضعوا العادات البالية والنظرات البالية على الرف. صحيح ان كليات ومعاهد التعليم الفني تخرج سنويا عشرات الفنيين في السمكرة والطلاء والكهرباء والالكترونيات لكن من يشتغل بالمهنة قليل مقارنة بعدد الخريجين. ورشة خاصة من بين من قبلوا التحدي علي يحيى شعبان الخريج من معهد مهني في قسم الميكانيكا حيث أنشأ ورشة خاصة في صناعية أبها منذ قرابة 8 سنوات وعمل بنفسه في المهنة حتى توسع نشاطه واستقدم فنيين يعملون تحت إدارته. يقول شعبان ( لم أضع بالا للهمهمات التي تعيب العمل في مثل هذه المهن الشريفة على العكس وجدت الترحيب والثناء من الغالبية الذين باتوا يثقون في مهارات الشاب السعودي أكثر من ذي قبل بل إن بعضهم يدفع أكثر من المستحق تشجيعا لنا وكسبت عشرات الزبائن ) قصة الكفاح يروي الشاب شعبان قصة كفاحه ويقول إنه لم يحصل في بداياته على أي دعم من أية جهة بل أنشأ الورشة على حسابه الخاص بمساندة من والده الذي دعم مشروعه بمبلغ 300 ألف ريال على فترات حتى استطاع الوقوف على رجليه كما حصل مؤخرا على قرض تشجيعي من برنامج عبد اللطيف بمبلغ وقدره 100 ألف ريال ولم يتحصل على ريال واحد من الموارد البشرية. ويضيف شعبان، إنه حاول استقطاب عدد من خريجي الكليات الفنية للعمل معه إلا أنهم يتركون العمل بعد أيام. ويقول شعبان إن صناعية أبها لا يوجد بها إلا ثلاثة يعملون في المهنة، ويضيف بأن المهنة تدر الكثير من الأرباح ودعا إلى وقفة مجتمعية تغير النظرة القديمة في العمل المهني والتي ينظر إليها البعض، ويعزو شعبان البطالة إلى كسل بعض الشباب وعدم ميل أغلبهم للعمل المهني الاحترافي ويتمنى أن يأتي اليوم الذي يرى فيه شبانا سعوديين في مهن النجارة والحدادة والسباكة. عسيري وفترة الدوامين عارف أحمد عسيري فني فحص وبرمجة سيارات في شركة صيانة ويتقاضى راتبا شهريا قدره 1800 ريال ويعمل على فترتين صباح ومساء وهو مثل للشاب المكافح الناهض السعودي يقضي جل وقته في عمله متفانيا، مكتسبا الخبرة في هذا المجال. وينتقد عسيري قلة الراتب ويطالب صندوق الموارد البشرية بالقيام بأعبائه ومهامه في هذا المجال كما أن عدم وجود تأمين طبي في مثل هذه الشركات الصغيرة يصيب الشباب بالقلق ويدفعهم إلى تجاوز مثل هذه المهن المهمة إلى غيرها. الكاشير .. سعودي في مهنة مغايرة للميكانيكا وجد الشاب محمد هادي دكاس ومعه علي حسن محمد وسليمان محمد قاسم أنفسهم موظفين في ( كاشير ) متجر شهير وقالوا إنهم تعرضوا إلى مضايقات من مديريهم المقيمين وبرغم ذلك واصلوا المثابرة حتى نالوا ثقة الجميع كما أن وجود نظام يحميهم مثل نظام التأمين الاجتماعي والصحي ومكتب العمل أعانهم على مواجهة الصعاب والمعوقات. وبرغم ذلك وأبدى بعضهم عدم رضائهم عن الراتب الذي يصل إلى سقف الأربعة آلاف ريال. تطفيش متعمد حسين علي يعمل لدى إحد الشركات الكبرى منذ قرابة سبع سنوات ويتقاضى راتبا قدره 2500 ريال، ويحصل على دعم من صندوق الموارد البشرية بقيمة 500ريال والراتب ليس مجزيا له بحكم أنه رب أسرة مكونة من أربعة أبناء.. أما سعد الحازمي (موظف تأمين في إحدى شركات السيارات) فقال إنه ظل يتعرض إلى مضايقات من مديره المقيم بغرض تطفيشه وإتاحة الفرصة لأبناء جلدته، وذات الموقف يتعرض له عاطف محمد علي القحطاني الذي يعمل في شركة لبيع قطع الغيار وفحص السيارات الكترونيا.. وطالب المتحدثون جميعهم وزارة العمل بوضع مزيد من التدابير لحماية العامل السعودي ووضع لائحة دقيقة لأجره الشهري ومراعاة التزاماته الأسرية والمجتمعية.