يعمل الشاب السعودي وليد أحمد العسيري ميكانيكي سيارات، ويدرك جيداً خفايا عمله، كما يعتز بطموحه اللامتناهي، وذكر وليد في حديثه ل»الشرق»عن بداياته عندما التحق بالمعهد المهني في أبها قسم ميكانيكا بنزين سيارات، لمدة سنتين، وتخرج عام 1430ه من المعهد، بعد ذلك تدرب في الهلال الأحمر، ثم انتقل للعمل في إحدى الورش الصناعية في تبوك، لمدة أربعة أشهر، ثم عاد إلى العمل داخل الأحياء، مؤكداً أن الموهبة والدراسة هما اللذان قاداه إلى هذه المهنة. وعن سبب اختياره للميكانيكا رد أنه اكتشف باكراً موهبته التي لا يتقنها إلا متمكن. وأكد أنه واجه اعتراضات صارمة في بدايته من أهله، بسبب عدم الاقتناع بمهنته، ولكنهم استجابوا لرغبته وخضعوا في النهاية، بل قدموا له لاحقاً كل الدعم والتشجيع. وعن مشكلات العمل، قال:»تكمن المشكلة غالباً، في نقص المعدات، إضافة إلى ضيق مساحة العمل داخل الورشة، فهي غير مهيأة للعمل». ويقيّم العسيري وعي المجتمع من وجهة نظره، قائلاً: «انقسم المجتمع، ما بين مشجع لعملي، وبين رافض»، موضحاً أن غالبية المواطنين يثقون به، وبإمكاناته، ويفضلونه على الوافد، مبيناً تجاهله للمضايقات والسخرية من بعض الشباب. واعتبر أن تسليط الضوء على بعض الشباب العاملين في مهن يدوية طالما كانت حكراً على غير السعوديين، كان موجوداً وإنما بشكل متذبذب، وبالتالي ليس كافياً. وعند سؤاله عن قدرة وكفاءة الشاب السعودي في العمل، أكد أن الشائع من انعدام مهنية السعوديين غير صحيح، مشيراً إلى أن من يُرِدْ العمل عليه الذهاب إلى سوق العمل، والاعتماد على النفس. ويستدل بالمثل القائل «صنعة في اليد أمان من الفقر» على أهمية الأعمال اليدوية، وأضاف أن الدخل جيد، ولكنه لا يغني تماماً عن إيجاد وظيفة أخرى تمثل مصدر رزق إضافياً، إلا إذا كان هو صاحب الورشة، مختتماً حديثه بأنه يتمنى تحقيق حلمه وهدفه المنشود في افتتاح ورشته الخاصة، لصقل موهبته، وأن تتعاون الجهات المعنية لتسهيل إجراءات الدعم المادي، إلا أنه يرى الشروط تعجيزية، مثل خبرة في طبيعة العمل، إضافة إلى وجود أربعة عاملين سعوديين في مهنة الميكانيكا كحد أدنى، مضيفاً أن بعض زملائه اتجهوا إلى البحث عن وظائف حكومية، بسبب هذه الشروط المبالغ فيها، فتقف عائقاً أمام تحقيق حلمهم، الذي ينشدونه، مطالباً بالوقوف معهم، ودعم مشروعاتهم، متمنياً أن تلتفت إليهم الجهات المعنية، وأن تدعمهم حتى يتمكنوا من تكوين أنفسهم وبناء مستقبلهم، فيحظوا بالعيش الرغيد. مطالباً بأن تكون شروط فتح الورش ميسرة. وتراعي قلة موارد الشباب وصغر رؤوس أموالهم، ويشعر العسيري بالامتنان لكل من وقف معه من الأهل والأصدقاء، ومنحه الدعم والتشجيع الكامل، الذي مازال يحظى به حتى هذه اللحظة.