مثلث الحرازات .. او مثلث العمال في منطقة الحرازات الحديث عنه يطول، كل شيء هنا متاح ، عمال غرباء يزعمون قدرتهم على فعل أي شيء وكل شيء، مهن وحرف متعددة، سباكون، خراطون، رجال تشييد وبناء، دهانون. لم يحدث في المثلث ان اعتذر عامل عن عدم قدرته كلهم يقدرون على فعل كل شيء خارق حتى انطبق عليهم المثل الشعبي (سبع صنايع والبخت ضايع). سكان الحرازات خاضوا تجارب مريرة مع هؤلاء ووصل الاحتكاك بينهم والمجهولين مراحل متقدمة في الاشتباك فأغلب اولئك العمال لا يتقنون المهن وكل همهم ينصب على الكسب السريع بلا جهد او تعب فأصبح المواطن حقل تجارب. ليست هذه هي المشكلة الوحيدة بل المشكلة تكمن ان هؤلاء من فئة المجهولين والهاربين من عيون الكفلاء وبعضهم تسلل الى البلاد عبر الصحراء والجبال وقد ظلت الاجهزة الأمنية تتحمل عبء ملاحقتهم وضبطهم وتسفيرهم الى بلدانهم واحيانا فض مشاجراتهم واحتكاكاتهم التي لا تنتهي. الريح والسيقان اصحاب المتاجر في منطقة المثلث ابدوا قلقهم وتذمرهم من العمال الذين تحوم حولهم شبهات بالتورط في ارتكاب جرائم سرقات واعتداءات وقد سجلت المحاضر الرسمية عدة اعتداءات على محلات الهواتف والأجهزة الالكترونية. ويقول ابراهيم الصاعدي صاحب محل في المثلث ان العمال ادخلوا أساليب عديدة في السرقة اذ يدخل عدد منهم في شكل مجموعة ويحاول بعضهم مغافلة عامل المحل ثم يتسلل أحدهم لسرقة جهاز جوال أو أي شيء . ومن الحيل ان احدهم يطلب من البائع تفحص جهاز ثم يطلق ساقيه للريح هاربا بالغنيمة الثمينة ثم يبيعها لمعارفه بثمن بخس. عبدالله الشمراني يحكي تجربته ويقول (ذات يوم حضرت الى مثلث العمال في حي الحرازات بغرض الاستعانة بسباك لاستبدال انبوب مياه في منزلي وفي ثوانٍ تجمع على سيارتي العشرات من مختلف الجنسيات وحينما استفسرت منهم عما اذا كان بينهم سباك ماهر اجمع كلهم انهم من المهرة فاصطحبت أحدهم الى المنزل وبعد معاينته موقع الخلل طلب مبلغ 80 ريالا ثمنا لتركيب الانبوبة وبعد ربع ساعة أبلغني بأنه لم يتمكن من انهاء مهمته.. ثم طلب مني اصطحابه ثانية الى مثلث العمال كي يستعين بأحد معارفه صاحب خبرة وتبين لاحقا ان مهنته الاساسية دهان وكانت المفاجأة ان العامل بمجرد وصولنا الى المثلث فتح باب السيارة واطلق ساقيه للريح واختفى وسط الزحام). الكهرباء و«الستلايت» صالح الحرازي استعان بعامل لإصلاح عطل كهربائي في السخان بعدما أدعى العامل بأنه كهربائي وبعد أن وصل بالعامل الى منزله مكث أكثر من 40 دقيقة والرجل يحاول اصلاح الخلل ثم عجز عن أداء مهمته. ويضيف الحرازي انه منح العامل 30 ريالا مقابل عرقه المتصبب طيلة وقت عمله وعندما سأله إن كان كهربائيا اجاب ببرود: أنا فني ستلايت، توقعت بأني سأتمكن من اصلاح الخلل لأن شقيقي كهربائي وذهبت معها اكثر من مرة الى مواقع العمل كي استفيد من خبرته وللأسف فشلت في التعلم. مشاجرات ودماء عدد من الباعة النظاميين وبعض أصحاب المحلات التجارية أكدوا بأن المشاجرات الدامية باتت سيناريو شبه يومي في اوساط العمالة غير النظامية المتكدسة بالمئات في مثلث الحرازات والسبب الرئيسي هو السباق للظفر بالزبائن وهو ما ينتج عنه مشادات وتلاسن تصل الى مشاجرات بالعصي والهراوات والاسلحة البيضاء. وطالب سكان الحرازات بضرورة ترحيل كافة العمالة غير النظامية والمجهولة تفاديا لوقوعها في المحظور. مضيفين بأن أغلب تلك العمالة لا يحملون اثبات شخصية ما يفاقم مخاطرهم على أمن المجتمع وابلغ مثال لذلك اعتداء وقع على مواطن بعد سلبه. صولات وجولات سكان الحرازات يقولون إن المشكلة هي ايهام العامل المخالف لنظام الاقامة والعمل للزبون واغلبهم مشاركون في عصابات تمتهن النصب والاحتيال على سكان الحي. واستغرب سالم الزهراني ترك الحبل على الغارب وترك هؤلاء يصولون ويجولون في وسط الحي والاسواق مؤكدا بأنه لو ارتكب أحدهم جريمة بحق أحد السكان وهرب كيف سيتم القبض عليه؟. ويناشد السكان الجهات ذات العلاقة بسرعة وضع حلول آمنة للعمالة غير النظامية. في المقابل اوضح المتحدث الرسمي في مديرية الجوازات في منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين، أن هناك حملات تقودها دوريات الجوازات سواء منفردة أو حملات مشتركة مع جهات أمنية أخرى. مضيفا بأن عمل الجوازات يتركز على الأماكن التي تتواجد بها العمالة المخالفة لأنظمة الجوازات ومنها مثلث العمال بالحرازات. وأضاف الحسين بأن هناك خطة تقوم بها الجوازات وتتضمن تحديد المنازل التي يتم التأكد من وجود عمالة مخالفة ومن ثم يتم تفتيشها بعد التنسيق مع الجهات ذات العلاقة.