تتميز الخطوط الجوية السعودية بأنها من أكبر المنشآت التي تجيد نشر البيانات وتوزيع التصريحات بزيادة أسطول طائراتها وازدياد عدد المسافرين على متن رحلاتها وهذا حق مشروع لها، لكن ما لا يحق لها أن تتفنن في صنع البطالة وتصدير عاطلين برتبة كابتن طيار عاطل! ولمن لم يسمع بهذه المعضلة عليه فقط العودة لإحدى حلقات الثامنة مع داوود والذي ناقش فيه البرنامج مشكلة بعض الطيارين ممن درسوا على حسابهم الخاص علوم الطيران استنادا على شروط ومتطلبات أقرتها إدارة الخطوط السعودية ثم قامت فجأة بتغيير هذه الشروط لتتنصل ببساطة من توظيف أبنائنا الطيارين ممن تكلفوا عناء السفر والدراسة والديون ليعودوا محملين بأحلامهم التي اصطدمت بواقعٍ إداري مرير فرضته منشأة يفترض عليها أن تواكب جهود الدولة في توطين الوظائف وتحتوي ابناء الوطن ولكن للأسف ما حدث تماما هو العكس! فالخطوط السعودية تركت قائمة العاطلين الدارسين على حسابهم الخاص واتجهت لبعض صحف الدول الآسيوية تطلب كباتنة ومساعدي طيارين وكأنها تغض الطرف عن مزمار الحي الذي لا يطربها ولا يروق لها! والمخجل والمؤسف أن داوود الشريان ذكر أسماء بعض أبناء المتنفذين في الخطوط السعودية وهم يمنحون فرصة الالتحاق ببرامج تدريبية حتى قبل الإعلان عنها! فماذا يسمى ذلك؟ أهو فساد إداري؟ أم حق مشروع لمن تولى منشأة عامة يقبل من يشاء ويتجاوز عمن يشاء؟ هل من المنصف أن يتحول أحدهم من كابتن طيار لسائق تاكسي فقط لأنه بلا واسطة تشفع له بالحصول على حقه في العمل؟ لا أملك إلا أن أدعو المسؤول الأول عن هيئة مكافحة الفساد للاطلاع وكفى! [email protected]