ليس هناك أدنى شك في أن مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها تويتر وفيس بوك ووسائط الهواتف الذكية، قد غدت ميدانا لصراعات فكرية ومذهبية واجتماعية وقبلية واقتصادية، وتعتمد هذه الصراعات في نجاحها وتصفية حساباتها على مدى ما تحققه من انتشار بين الناس وذلك ما يمكنها من تكوين رأي عام يقف إلى جانب هذا الطرف أو ذاك ويساهم في النيل من هذا الطرف أو ذاك. ولتحقيق هذا الانتشار تتوسل هذه الحروب والصراعات بمختلف الوسائل التي تستدرج متلقي تلك الرسائل إلى المساهمة في توزيعها وتوسيع دائرة انتشارها، وغالبا ما تستثير في هذا المتلقي حسه الديني واعدة إياه بالأجر والمثوبة فيما لو أعاد إرسال تلك الرسالة، مخوفة إياه من عقاب الله لو توانى عن ذلك. وعلى الرغم من أن صياغة بعض تلك الرسائل تتم بحرفية تجعلها قابلة لتوريط من يتلقاها في تصديقها إلا أن كثيرا من تلك الرسائل تتسم بهشاشة وركاكة وضعف تكشف عن هبل من يصوغونها أو استهبالهم لمن يبعثونها لهم. من تلك الرسائل رسالة راجت مؤخرا تحذر من أحد أنواع البسكويت وتحدد الأسواق التي يتم بيعه فيها، وهو ما يؤكد شبهة وجود صراع اقتصادي يتخفى وراء الموضوع، الرسالة تؤكد أن صناعة ذلك النوع من البسكويت تدخل فيها مادة مستخلصة من شحم الأذن اليسرى للخنزير، وليس هناك من معنى لأن تكون الأذن هي اليسرى إلا إذا أراد صاحب تلك الرسالة أن يشعرنا أننا أمام خنزير يساري أو أنه خشي أن نتوهم شيئا من البركة لو أن تلك المادة مأخوذة من الأذن اليمنى. وإذا ما تركنا الخنزير وأذنه اليسرى تبين لنا «هبل» أو «استهبال» في توثيق تلك المعلومات فصاحب تلك الرسالة يؤكد أن الجهة التي اكتشفت هذه المادة في البسكويت هي مختبر معهد الدراسات الإسلامية في كوريا الشرقية، ولأن العالم لا يعرف غير كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية فحسب فإن ذلك يعني أن صاحب تلك الرسالة يبالغ في هبله أو استهباله وربما اختلط عليه الأمر فقاس انقسام الكوريتين على انقسام ألمانيا إلى شرقية وغربية، ويبدو أنه لم يصل إلى علمه أنه توحدت بعد سقوط حائط برلين. ولكي يضمن صاحب تلك الرسالة رواجها فقد أقسم أيمانا مغلظة أنه سوف يدعو لمن يعيد إرسالها في جنح الليل وهو صائم وتحت أستار الكعبة وهو يقرأ القرآن، ولأن هذه الحالات لا تجتمع فهذا يعني أنه من الإخلاص في الدعاء بحيث يتحرى ساعات الاستجابة المحتملة جميعها. هذه الرسالة المتهافتة لا تهم كثيرا فهي واضحة الزيف غير أنها تؤكد أننا أمام موجة من رسائل زائفة نحتاج إلى الفطنة والحذر كي لا نقع في شرك من يستهبلنا فنصدقها أو نعاود إرسالها. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة