«صحراء قاحلة تحولت إلى مكان يزخر بالحركة والعمران»، لعل هذا أبلغ وصف للموقع الذي يحتضن المدينة الجامعية في نجران شرق المنطقة التي تصنف كأكبر جامعة على مستوى المملكة، إذ شهد العام 1427ه تحولا تاريخيا في المنطقة مع قرار إنشاء جامعة نجران إبان زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمنطقة آنذاك. ومن ذلك العام وشرق المنطقة (موقع المدينة الجامعية) تحول من أرض فضاء خالية من السكان، إلى ما يشبه خلية نحل في عدة مجالات أبرزها الاقتصادي، حيث شهد العقار شرق المنطقة ارتفاعا غير مسبوق وحركة شراء للأراضي احتلت حسب خبراء اقتصاديين الأولى على مستوى المنطقة، إضافة إلى نشاط بارز للحركة التجارية على امتداد الطريق المؤدي للمشاريع الجامعية. «عكاظ» وقفت على مشاريع المدينة الجامعية التي تعد أكبر المدن الجامعية في المملكة من حيث المساحة (18 مليون متر مربع)، ورصدت العمل الضخم الذي ينفذه أكثر من 5 آلاف عامل يتبعون لعشرات الشركات المنفذة للمشروعات التي تقدر بأكثر من 50 مشروعا بتكلفة تجاوزت الستة مليارات، لإنجاز العمل في وقت قياسي خصوصا أن إدارة الجامعة حددت الفصل الدراسي المقبل من العام الحالي موعدا لانتقال الطلاب للدراسة في بعض الكليات المنجزة مبانيها. مراحل التطور منذ تأسيسها العام 1427ه، وجامعة نجران تختصر الزمن في قطع الكثير من المسافات بينها وبين نظيراتها في المملكة وخارجها، حيث بدأت بكلية واحدة هي كلية المجتمع ليتضاعف افتتاح الكليات وتوفير المقاعد الدراسية عاما بعد عام، حتى وصلت حاليا إلى 14 كلية تشمل مختلف التخصصات الطبية والهندسية وأقسام العلوم الطبيعية والنظرية إذ تضم حاليا ما يقرب من 25 ألف طالب وطالبة. وتمنح الجامعة درجتي البكالوريوس والدبلوم من خلال كليات عدة هي كلية العلوم التطبيقية، كلية علوم الحاسب ونظم المعلومات، كلية التربية، كلية المجتمع، كلية الطب، كلية طب الأسنان، كلية الهندسة، كلية العلوم الإدارية، كلية الصيدلة، كلية اللغات، كلية العلوم والآداب وكلية العلوم والآداب بشرورة. كما تحتوي على ثماني عمادات مساندة تختص بتقديم خدمات متنوعة للطلاب والطالبات وللمجتمع عامة، كخدمات الاستعلام والقبول والتسجيل، والخدمات المقدمة أثناء الدراسة وما بعدها، وتشرف بالكامل على برامج ودورات دراسية وهي: عمادة القبول والتسجيل، عمادة شؤون الطلاب، عمادة الدراسات العليا، عمادة البحث العلمي، عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر، عمادة شؤون المكتبات، عمادة السنة التحضيرية، عمادة التطوير والجودة وعمادة التعليم الإلكتروني. المشاريع المنفذة وحول المشاريع المنفذة حتى الآن وما تضمه المدينة الجامعية تحدث ل«عكاظ» المهندس حسن سالم جريب، قائلا إنها تضم مجمعاً للطلاب يحتوي على 14 كلية، ومجمعاً للطالبات يحتوي على 13 كلية بطاقة استيعابية قدرها 45 ألف طالب وطالبة، كما تحوي مبنى للإدارة والعمادات المساندة ومستشفى جامعي، ومراكز أبحاث ومدينة رياضية وترفيهية وإسكاناً لأعضاء هيئة التدريس والطلاب والطالبات، كما تشمل مدينة استثمارية مستقبلية لخدمة الجامعة تحتوي على فنادق ومراكز تجارية. وأضاف أن من أبرز المشروعات الحالية التي قطعت شوطا كبيرا في الإنجاز ووصل في بعضها إلى الاستلام النهائي من الشركات المنفذة، البنية التحتية للموقع العام (المرحلة الأولى والثانية)، إنشاء وتجهيز تأثيث الكلية الصحية للبنات، إنشاء وتجهيز وتأثيث كلية العلوم، إنشاء وتجهيز كلية الهندسة، إنشاء وتجهيز وتأثيث كلية علوم الحاسب الآلي والمعلومات، إنشاء وتجهيز كلية المجتمع، إنشاء وتجهيز وتأثيث كلية العلوم الطبية التطبيقية، إنشاء وتجهيز كلية التربية والمركز الجامعي لدراسات الطالبات، إنشاء وتجهيز كلية طب الأسنان، الإسكان الجامعي للطلاب وأعضاء هيئة التدريس (المرحلة الأولى)، إنشاء وتجهيز كلية الطب (طلاب)، إنشاء وتجهيز كلية الصيدلة، إنشاء وتجهيز السنة التحضيرية (طلاب)، إنشاء وتجهيز كلية العلوم الإدارية، إنشاء وتجهيز كلية اللغات والترجمة، إنشاء وتجهيز مركز التعليم الإلكتروني، إنشاء وتجهيز كلية المجتمع طالبات، إنشاء وتجهيز مبنى عمادة القبول والتسجيل، إنشاء وتجهيز كلية التربية طالبات، إنشاء وتجهيز مركز الحاسب الآلي وتقنية المعلومات، إنشاء وتجهيز مبنى إدارة الجامعة، إيصال الطاقة الكهربائية للمدينة الجامعية، إنشاء وتجهيز كلية علوم الحاسب الآلي طالبات، إنشاء وتجهيز مبنى الإدارة والمسرح طالبات، إنشاء وتجهيز مباني السنة التحضيرية طالبات، إنشاء وتجهيز كلية الطب طالبات، إنشاء وتجهيز الاستاد والمنشآت الرياضية والملاعب والصالات المغلقة والمسبح الجامعي، استكمال مشروع إسكان أعضاء هيئة التدريس والموظفين، مشروع الموقع العام للجامعة (المرحلة الثانية)، المرحلة الثالثة من البنية التحتية والمباني المساندة، المستشفى الجامعي، إنشاء وتجهيز المكتبة المركزية، إنشاء وتجهيز كلية الشريعة وأصول الدين، مشروع إنشاء وتجهيز مجمع العمادات المساندة، إنشاء وتجهيز كلية العلوم الطبية التطبيقية (طالبات)، مشروع البنية التحتية للمدينة الجامعية (المرحلة الثالثة)، إنشاء وتجهيز المسجد الجامع، إنشاء وتجهيز كلية العلوم والآداب بشرورة (طلاب)، استكمال إنشاء وتجهيز الاستاد والمنشآت الرياضية والصالات المغلقة والمسبح الجامعي، استكمال إسكان الطلاب بالمدينة الجامعية، إنشاء وتجهيز إسكان الطالبات، مشروع البنية التحتية والمباني المساندة بالمدينة الجامعية (بشرورة)، مشروع تشجير ومقاومة الرمال بمحيط المدينة الجامعية وداخلها. المرحلة الأولى في شهر جمادى الآخرة من العام الجاري، قطفت الجامعة أولى ثمار مشروع المدينة الجامعية بتدشين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المرحلة الأولى من المشروع ووضع حجر الأساس للمرحلة الثانية، ضمن تدشينه لمبان جامعية شملت عشر جامعات على مستوى المملكة. وأكد مدير الجامعة الدكتور محمد بن إبراهيم الحسن أن هذا التدشين يمثل أحد أوجه الدعم السخي الذي يوليه قائد هذه البلاد المباركة للتعليم العالي بوجه عام وجامعة نجران بوجه خاص، حيث إنه يتابع بشكل دقيق ومتواصل مراحل إنجاز ويوجه الجهات ذات العلاقة بتذليل أي عقبة قد تتسبب في تأخير أي مرحلة من مراحل تشييد المدينة الجامعية، ففي جانب المخصصات المالية كانت وما زالت توجيهاته - حفظه الله-، بسرعة توفير أية مبالغ تحتاجها ميزانية الجامعة خصوصا ما يتعلق بمشاريع المدينة الجامعية والتوجيهات العاجلة للوزارات التي تقدم الخدمات المساندة بسرعة تقديم خدماتها، أهم أسباب استمرار العمل دون توقف يوما واحدا وذلك حرصا منه أيده الله على توفير أعلى درجات البيئة التعليمية العصرية لأبنائه وبناته الطلاب والطالبات. إنجازات عالمية حققت جامعة نجران خلال مسيرتها عددا من الإنجازات المحلية والعالمية، وحول هذه الإنجازات قال وكيل الجامعة الدكتور محمد علي فايع إن جامعة نجران حققت عدة إنجازات لافتة خلال سنين قليلة منها تقدمها في التصنيفات الدولية حيث حققت المركز السابع سعوديا في تصنيف (ويبوماتريكس) الإسباني الشهير الصادر في شهر يناير الماضي، حيث حصلت الجامعة على المركز السابع من بين 59 جامعة وكلية ومراكز أبحاث حكومية وأهلية سعودية، والمركز الثلاثين من بين أكثر من 500 جامعة وكلية ومركز أبحاث حكومية وأهلية عربية. جامعة بلا ورق حققت جامعة نجران التي تعتبر، بضخامتها وأهميتها، مماثلة لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، مركزاً متقدماً في تصنيف «يسر» ضمن أفضل ثلاث جامعات حكومية وأهلية، في نسبة إنجاز الخدمات الإلكترونية إذ أصبحت «جامعة بلا ورق»، بتطبيق الحكومة الإلكترونية بشكل كامل. كذلك بدأت خطوات فعلية لتحقيق معايير جودة عالمية حيث حصلت كلية المجتمع على الاعتماد الأكاديمي الدولي من هيئة الاعتماد الأمريكي (COE).