هناك أمور كثيرة تمر بالإنسان، ويقف حيالها عاجزاً عن التفسير أو التبرير أو حتى الاقتناع؛ فمثلا: لا أفهم كيف يمكن الموافقة بسهولة على طرح شركة أو مؤسسة للاكتتاب العام وبعلاوة إصدار تصل إلى ال 20 أو ال 40 ريالا رغم معرفتنا التامة بأنها ليست سوى شركة عائلية تمتهن المقاولات أو الإنشاءات أو التوزيع للوكالات وبدون أي أصول ذات قيمة في السوق. لا أفهم كيف نمعن في الحديث عن الاستثمار وجذب الاستثمار ونحن نفتح أسواقنا لكل ما هب ودب من المنتوجات الرخيصة والمقلدة التي تمتلئ بها ليس محلات أبو ريال وريالين بل تمتلئ بها المراكز التجارية الكبرى أيضاً. لا أفهم كيف يمكن لنا أن نتحدث عن معرفة وثقافة وإبداع ونحن لم ننجز مشروع الترجمة، ولم ننشئ مجلات بجودة مجلات جيراننا، ولم نشرع سنة التفرغ كما يحدث في دول أقل إمكانات منا كمصر مثلا، ولم نقم معارض للكتاب سوى مرة واحدة في العام ولم ولم ولم.. أنا لا أفهم عدم إنشاء مراكز طبية وعلمية ومعرفية كافية لذوي الاحتياجات الخاصة رغم أن ما يدفع فقط لمتابعة حالات بعينها في الأردن مثلا يمكن أن يقيم عشرات المراكز، ورغم أن الجميع يعرف أن هذه الحالات لا يمكن التعامل معها إلا بشكل مؤسسي.. أخيراً أريد أن أفهم. [email protected]