الشيخ عبدالرحمن الحصيني المدير العام لمجموعة الحصيني واليحيى للاستثمار وعضو مجلس الإدارة بالمجموعة واحد من الذين ساهموا في صنع وتنمية اسم هذه المجموعة منذ قيامها وبدايتها المتواضعة ورحلتها عبر مشوار الألف ميل حتى أصبحت اليوم أحد الأسماء التجارية الكبيرة في بلادنا والتي تعمل إلى جانب التجارة في العديد من المجالات الصناعية والعقارية. عبدالرحمن الحصيني الذي ولد في اشيقر بنجد.. وبدأ رحلته الأولى في الحياة من خلال شوارعها وأزقتها وناسها.. ودرس فيها المرحلة الابتدائية.. ثم انتقل إلى الرياض الى فضاء أرحب وأكبر.. وأكثر حضورا في تفاعلات الحياة ليكمل مشواره التعليمي حتى الجامعة.. ورغم مجالات العمل الحكومي المتاحة أمامه آنذاك.. والتي تفتح ذراعيها لكل ابناء الوطن المتعلمين والدارسين الا انه وجد العمل التجاري يجذبه ويشده اليه.. فبدأ رحلته المليئة بالجهد والكفاح والعمل الدؤوب منذ ان كان عمره لا يتجاوز العشرين عاما.. وكانت الحكاية في هذا الحوار.. الذي تحدث فيه الاستاذ عبدالرحمن الحصيني عن البداية بالأمس لهذه المجموعة التجارية العملاقة اليوم.. البداية والانطلاق @ كيف كانت بدايتكم في شركة الحصيني؟ - شركة الحصيني واليحيى بدأت قبل ستين عاما.. وكانت البدايات متواضعة جدا في ذلك الوقت.. وكانت بدايتها تضامنية بين الحصيني واليحيى بحيث تكون حصة الحصيني في هذه الشركة 50% واليحيى 50%.. وقد بدأت الشركة على يد الوالد والأعمام.. وبدأت الشركة بالضبط في عام 1945م.. ولم تكن البداية محددة في تجارة بعينها.. وانما كانت مرة ملابس ومرة أقمشة، ومرة أرزاق حسب المتاح والذي يجدونه مناسبا.. وكانوا يأتون بالسلع التي كانوا يشترونها مرة من الكويت ومرة من جدة.. وهكذا وبقيت على هذه الحالة فترة من الزمن حققوا من خلالها تواجداً لا بأس به في سوق المنطقة الشرقية.. مرحلة اتضاح الرؤية: ويواصل الاستاذ عبدالرحمن الحصيني حديثه عن الشركة بقوله: بعد مرور فترة من الزمن جرب خلالها الشركاء في شركة الحصيني واليحيى العديد من أنواع التجارة بدأ لديهم ما يشبه اتضاح الرؤية.. وبدأوا في رسم مسيرة جديدة للشركة.. واتجهت بهم بوصلة العمل التجاري في الشركة الى تجارة الأجهزة الالكترونية من مسجلات وراديوهات.. وبدأت بوكالة شركة (نيفكو) للأجهزة الكهربائية والتي تحولت الآن الى (جي. في - سي) ولكنهم لم يستمروا طويلا في هذا المجال بسبب عدم القناعة بشرعية العمل في هذه التجارة.. كما انه لم يكن آنذاك محطات تلفزة في المملكة.. الا في الظهران خاصة بأرامكو تبث لموظفيها والمدن المحيطة بها كالدمام والجبيل. وكنا آنذاك نستورد هذه الأجهزة عن طريق الكويت لأن مقر الشركة في الدمام واستمررنا على ذلك حتى تم التوقيع مع شركة نيفكو اتفاقية وكالة في السعودية... وكانت الكويت آنذاك منفتحة تجارياً اكثر من عندنا خاصة في نجد والدمام وفي هذه الاثناء وجدنا في الكويت اثناء رحلاتنا التجارية لها ساعات يابانية تنزل لاول مرة للأسواق العربية وهي ساعات (سيكو).. وكان ذلك في أواخر الخمسينيات الميلادية.. واحضرنا منها اربعين ساعة للسوق السعودي.. والتي لم يكن موجودا فيها آنذاك غير الساعات السويسرية وهي المشهورة والمطلوبة للناس.. وهي المشهورة على الساحة في السوق السعودي.. وهذا جعلنا نظل أكثر من عام لبيع الساعات الأربعين التي احضرناها من الكويت.. ولم ننجح في بيعها الا عندما ارسلناها للمنطقة الشرقية لأن العاملين في شركة ارامكو من الأمريكيين يعرفون جودتها.. لأن جميع الشركات اليابانية اول ما تبدأ تسويق منتجاتها في الأسواق الامريكية.. واستطعنا ان نبيع ما بقي عندنا من تلك الساعات على الأمريكان. وكانت هذه التجربة كافية لأن تجعلنا نتوقف عن العمل في تجارة الساعات.. ولكن الله كان كاتباً لنا الاستمرار فيها.. اذا لم ننته من بيع ما جلبناه منها في المرة السابقة حتى احضرنا كمية اكبر لاننا عرفنا المكان المناسب لتسويقها.. وبدأت تزيد مبيعاتنا من تلك الساعات عاماً بعد عام وفي عام 1963م عندما كبر حجم المبيعات تنبهت شركة "سيكو" الى أن هناك سوقاً واعداً وأكبر من السوق الكويتي.. وهو السوق السعودي الذي لم يكن معروفا لهم من قبل.. فحضر مندوبون من اليابان وقابلوا العم حمد.. واطلعناهم على حجم المبيعات التي بدأت في النمو.. واطلعناهم على الأسعار التي كنا نأخذ بها من الكويت ففوجئوا بانه مرتفعة جدا ومبالغا مقارنة بالأسعار الأصلية التي يفترض ان تعطى للموزعين.. فذهب العم حمد الحصيني الى اليابان ووقع اتفاقية مع الشركة لنكون وكيلا لها في المملكة العربية السعودية.. وقد عرضوا على العم حمد ان تكون شركة الحصيني واليحيى وكيلا "لسيكو" في جميع دول الخليج.. ولكن طموحنا وقتها ان تقتصر وكالتنا للشركة على سوقنا السعودي. البداية كانت مليئة بالصعوبات يتحدث الاستاذ عبدالرحمن الحصيني عن البدايات الأولى للشركة بأنها لم تكن مفروشة بالورود وانما كانت محفوفة بالكثير من المخاطر والأشواك والصعوبات.. ومنها ان المنتجات اليابانية في ذلك الوقت كانت غير معروفة للناس ولم يكن الاقبال عليها بمثل ماهو عليه الآن.. وكانت الصناعات اليابانية آنذاك في جميع المجالات مثل الصينية في الوقت الحاضر، واستمر ذلك فترة من الزمن حتى استطاعت المنتجات اليابانية ان تكسب ثقة الناس، وان تنافس الساعات السويسرية في الجودة والطلب. وفي عام 1973م توليت مع أخي عبدالله مهام ادارة المنطقة الغربية. وبعد وفاة الوالد يرحمه الله في عام 1977م كانت إدارة الشركة موجودة في الدمام يتولاها العم حمد الذي كان له فضل كبير فيما تحقق للشركة من نقلة كبيرة ونمو وعندما كبر العم حمد رأينا كشباب من أبنائه ان نريحه من متاعب العمل لأنه تعب كثيرا في سبيل جعل هذه الشركة تقف قوية ثابتة، ولهذا نقلنا الادارة الى جدة بمنطقة مكةالمكرمة في أواخر عام 1977م وفي نفس العام ادخلنا نظام الحاسب الآلي.. وكنا من أوائل الشركات ان لم تكن الأولى التي تستخدم نظام الحاسب الآلي في أعمالها.. وبشهادة شركة (اي - بي - ام) تعتبر شركة الحصيني من أقدر الشركات التي استفادت من الحاسب الآلي.. وقد ساهم ذلك في سرعة العمل في الشركة، وارتفاع مستوى الأداء. ويواصل الاستاذ عبدالرحمن الحصيني حديثه عن بدايات الشركة بقوله: في عام 1978م انطلقنا انطلاقة كبيرة في مجال المبيعات والتسويق الى درجة ان المصانع في اليابان التابعة لسيكو لم تعد قادرة على تغطية طلب السوق السعودي حيث وصلت مبيعاتنا في السوق السعودي في تلك الفترة الى أكثر من أربعة ملايين ساعة وهذا جعل السوق السعودي أكبر سوق لمبيعات ساعات "سيكو" . وفي عام 1982م مؤسسة الحصيني التضامنية تحولت الى شركة ذات مسؤولية محدودة - واختير لها مجلس ادارة وكان أحمد الحصيني هو رئيس مجلس الادارة، وعبدالله الحصيني نائب رئيس مجلس الإدارة وتوليت مهام مدير عام الشركة. انخفاض اسعار البترول أدى الى تراجع حجم المبيعات ويتذكر الاستاذ عبدالرحمن الحصيني حادثة كان لها اثر على مسيرة الشركة عندما ادى انخفاض اسعار البترول في عام 1982م.. ادى الى تراجع مبيعات الساعات في السوق السعودي عما كانت عليه بشكل كبير.. ولكن بقدر ما كانت تلك الحادثة صدمة لنا مقارنة بالمبيعات الكبيرة التي حققناها من عام 1978- 1980م.. الا ان ذلك كان حالة طبيعية اعطتنا قدرة على استيعاب تقلبات الاسواق.. ووضع استراتيجيات علمية للمستقبل حتى لا تتأثر بمثل تلك التقلبات.. حيث واجهنا بعد ذلك مشكلة أخرى ظهرت في أسواقنا مع نهاية عام 1986م.. وهي دخول الساعات المقلدة للسوق السعودي، وظهور منافسة غير شريفة في السوق كان لها عدة أشكال عن طريق الساعات المصنعة في شرق آسيا والتي تباع بالكيلو.. والتي أثرت كثيراً على السوق السعودي.. ولكن إلى حد الآن لا زالت السوق السعودي تحتل المرتبة الثانية كأكبر سوق في العالم بالنسبة لساعات سيكو. التطور والعمل في عدة مجالات بعد أن وضعت الشركة أقدامها على أرض صلبة.. وأصبح لها اسمها في السوق.. وبدأت الشركة تتوجه للتوسع في أعمالها التجارية والاستثمارية وتحول الاسم من شركة الحصيني إلى مجموعة الحصيني للتجارة والاستثمار لأننا ادخلنا استثمارات في مجالات صناعية وعقارية. رأس مال الشركة 500ريال فضة عن بداية تأسيس شركة الحصيني واليحيى ورأس مالها الذي بدأت به يقول الأستاذ عبدالرحمن الحصيني انه مبلغ متواضع جداً.. ولكنه كبير مقارنة بالوقت الذي بدأت فيه الشراكة التضامنية بين الحصيني واليحيى.. وكان خمسمائة ريال فضة.. كل شخص دفع 250ريالاً فضة.. وبدأت الشركة في ذلك الوقت تلقط رزقها كما يقولون في كل مجالات البيع والشراء المتاحة لها.. ولكن ذلك المبلغ المتواضع مقارنة بأيامنا هذه يكاد يكون خمسة ملايين أو أكثر مقارنة بتلك الأيام التي كان فيه القرش عزيزاً وشحيحاً في أيدي الناس.. وهذا يوضح ان الإنسان بإمكانه أن يستفيد من أبسط الإمكانات المتاحة له بشرط أن يثابر ويجتهد وأن لا ييأس من أول مشكلة تقابله.. أو موقف صعب يواجهه. وعني شخصياً فقد بدأت العمل التجاري في الشركة منذ أن كان عمري اثنين وعشرين عاماً بعد أن أكملت دراستي الجامعية بجامعة الرياض، وقد بدأت العمل من المدينةالمنورة والتي كانت فاتحة خير لي.. خاصة في موسم الحج عندما كان يأتي الحجاج إلى المدينةالمنورة فتنشط الحركة التجارية وأحياناً لا أتمكن من النوم أكثر من أربع ساعات في اليوم لأن العمل لا يتوقف واقبال الحجاج على شراء الساعات لا يترك لي فرصة للنوم إلا في الساعات الأخيرة من الليل.. حيث استيقظ من الفجر لمواصلة العمل لأن الحج فرصة لا تعوض. وقد كانت بداية دخولي للعمل التجاري من تلك البقعة الطاهرة طيبة الطيبة فأل خير عليّ لأنها ساعدتني في الاحتكاك بأطياف مختلفة من البشر والجنسيات التي كانت تفد لزيارة المسجد النبوي الشريف.. وعلمني ذلك كيفية التعامل والتصرف، ومعرفة أذواق الناس.. وكنت أشعر بفرحة غامرة كلما استطعت أن التقي بهؤلاء الزوار، واتبادل معهم الأحاديث عن بلادهم.. وشعورهم بعد أدائهم الحج وزيارة المسجد النبوي.. وكنت أبقى في المحل واقفاً للبيع أكثر من ثماني عشرة ساعة في اليوم.. ولكنني لم أكن أشعر بالتعب.. واعتقد أن كثيراً من الشباب السعودي اليوم لو اعتمد على نفسه يستطيع أن يحقق كثيراً من النجاحات لأن شبابنا اليوم لا تنقصه الثقافة ولا العلم. الحصول على المزيد من الوكالات في مجال الساعات بعد النجاح الذي حققته الشركة مع شركة "سيكو" بدأ الاتجاه لدينا للحصول على المزيد من الوكالات الجديدة في مجالات الساعات.. وقد حصلنا على وكالة ساعات "وست اند" السويسرية، وساعات "تايتن" وهي شركة هندية.. والمشكلة ان الذي يتحكم في صناعة الساعات السويسرية هم مصانع ماكينات الساعات.. أما بالنسبة لتايتن فهي جزء من مجموعة "تاتاجروب" وتتبعها عدة مصانع منها مصانع طائرات.. وتصل مبيعات المجموعة سنوياً أكثر من "37" مليار دولار. غير ممكن لعدة أسباب وعن امكانية إنشاء مصانع للساعات في المملكة وهل فكرت مجموعة الحصيني في ذلك، يقول الأستاذ عبدالرحمن الحصيني: بدأنا في وقت مبكر دراسة مع شركة سيكو في اليابان في عام 1982م.. عندما كان حجم المبيعات كبيراً جداً.. لإنشاء مركز تجميع للساعات في المملكة وليس مصنعاً لبداية.. ولكنهم عندما جاءوا لزيارة جدة صادف ان الجو كان يومها سيئاً جداً.. ومغطى بالغبار والأتربة.. مما جعل الوفد يؤكد استحالة التفكير في إنشاء مركز للتجميع بسبب هذه الأجواء التي لا تتناسب مع ما تحتاجه الساعات من نقاء في الجو ومناطق لا تهب فيها الأتربة بمثل ما كانت عليه الأجواء عند زيارتهم.. كما ان صناعة الساعات تحتاج إلى نوعية خاصة من الأيدي العاملة.. بالاضافة إلى من الصعب لو فكرنا في إنشاء مصنع للساعات في المملكة ان ننافس الصين أو شرق آسيا بشكل عام أو الهند لأن أجور الأيدي العاملة في تلك البلاد أقل كثيراً مما ستكون عليه أجورهم في المملكة. مشكلة السلع المقلدة والرديئة وعن كيفية حماية السوق من السلع المقلدة والرديئة يقول الأستاذ عبدالرحمن الحصيني المدير العام لمجموعة الحصيني واليحيى للاستثمار تبدأ حماية السوق المحلي من هذه السلع بوعي المستهلك ورفضه لمثل هذه السلع التي تستنزف كثيراً من أموالنا من دون أن تستحق ما يدفع فيها من مال.. ولا شك ان هذا الإغراق الذي تعاني منه أسواقنا من تدفق السلع المقلدة والرديئة يؤكد ان هناك تقصيراً من وزارة التجارة.. وهذا يرجع لعدة أسباب منها أن العاملين في الجهات الرقابة على الأسواق أقل بكثير مما يفترض أن يكونوا عليه.. وهذا أعطى الفرصة لمروجي هذه السلع وتجارها بإغراق السوق بها.. والخطورة تزداد بسبب غياب المراقبين في الأسواق في عدم القدرة على مراقبة المواد الغذائية وصلاحيتها لأن هذا يتعلق بالصحة.. وعدم توافر المراقبين بالعدد الكافي يؤدي إلى تمرير سلع غذائية فاسدة للمستهلك قد تودي بحياته.. ولكن ما نلمسه الآن ان هناك خطوات جادة وواعدة لمعالجة هذا القصور واحكام الرقابة على السوق والحد من مشكلات السلع الرديئة والمقلدة والفاسدة. منظمة التجارة العالمية عن انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية وهل سيؤثر ذلك على التجار محتكري الوكالات يقول الأستاذ عبدالرحمن الحصيني: لا شك ان انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية يعد مكسباً للتجارة.. وعن تأثير ذلك في وكلاء الشركات فهذا تحكمه العلاقة بين الوكيل والشركة الأم.. فإذا كان الوكيل خادم الشركة.. فهذا الذي تريده الشركة ولن يكون هناك أي تأثير في الوكيل.. أما إذا كان هنالك عقود حاكمة المصنع.. ولم يجد أي خدمات من وكيله.. وانتهت فترة تلك العقود فإن المصنع حر.. وهذه العقود بين التاجر في المملكة والشركة المصنعة.. وإذا كانت الشركة المصنعة على قناعة بوكيلها فإنها تستطيع حتى منع وكلاء ساعتها في الدول المجاورة بالتصدير إلى السوق المحلي لذلك الوكيل. مليار ريال سنوياً عن حجم السوق السعودي من مبيعات الساعات يقول الأستاذ عبدالرحمن الحصيني: حجم السوق السعودي كبير جداً في الساعات نظراً للسياحة الدينية، وموسم الحج، والمبيعات تنمو عاماً بعد عام.. ولكن وجود الساعات الرديئة والمقلدة التي تأتي من شرق آسيا أثر في المبيعات ولكن ليس بالمستوى الكبير خاصة في السنوات الاخيرة بعدما اصبحت عند الناس قناعة بضرر هذا النوع من الساعات، وبعضها تحمل مواد مسرطنة.. واقدر مبيعات السوق السعودي من الساعات سنوياً مابين 800مليون - الى مليار ريال.. وبالنسبة لحصة شركة الحصيني من الساعات اليابانية في السوق السعودي فتقدر 70%.. ويكاد يكون السوق السعودي الوحيد الذي يستورد ساعات مصنوعة 100% في اليابان.. اما الاسواق المجاورة فإن الساعات التي تستوردها ساعات يابانية مجمعة في الصين. راس المال جبان @ وعن ما يعانيه رجل الاعمال السعودي من تردد وتخوف من الدخول في مجالات اقتصادية مفيدة للوطن والمجتمع خوفاً من الخسارة مما يفوت على اقتصادنا الكثير من الفرص الواعدة يقول الأستاذ عبدالرحمن الحصيني: لاشك ان رأس المال جبان.. وانا كرجل مع الدراسات قبل الاقدام على اي مشروع.. ونحن لو كنا من دعاة التعجل كان دخلنا في مجالات كثيرة ربما يكون مصيرها الفشل.. والسوق الآن اختلف عن السوق في الماضي.. فالسوق في الماضي لايزال بكراً وليداً واي شيء تأتي يمشي.. اما الآن فقد اختلفت الأمور كثيراً.. فالمستهلك لم تعد تغريه الا السلع الجيدة، وكذلك المنافسة في السوق اوجدت الكثير من العناصر التي يجب ان بأخذها التاجر في عين الاعتبار قبل الدخول في اي مجال تجاري جديد. سرقة الوكالات التجارية @ وعن قيام بعض التجار بسرقة الوكالات التجارية من وكلائها السابقين بطرق غير شريفة يقول الأستاذ عبدالرحمن الحصيني: بالنسبة للساعات لم تعان من هذه المشكلة.. ومثل هذه الامور لا يمكن تحدث في اي مجال تجاري اذا كانت الشركة المصنعة راضية عن الموزع.. او الوكيل.. واذكر في بداية الطفرة عندما كانت مبيعاتنا كبيرة.. بعض الشركات والاشخاص من التجار اتصلوا بشركة سيكو وذهبوا الى اليابان.. وحاولوا اغراء الشركة بنقل وكالتها اليهم.. بقولهم ان اي حجم يطلبه الحصيني نحن مستعدون نطلب ضعفه.. ولكن الشركة ردتهم خائبين. الأسهم وتأثيرها على الاقتصاد @ عن تأثير ما تعانيه سوق الاسهم من تقلبات واثر ذلك على الاقتصاد المحلي والناس يقول الأستاذ عبدالرحمن الحصيني: الأسهم اصبحت جزءاً من حياة الناس اليوم.. والكل لم يسلم من اضرارها وخسائرها.. والتي تعكس ان هناك خللاً في التعامل في هذا السوق وإدارته ادت الى ما يعانيه من تقلبات وان الأمر يحتاج الى تدخل الجهات المعنية وضبط السوق حتى لا يتضرر المواطنون من التلاعب وسيطرة البعض على سوق الأسهم.. والواقع ان الخسارة التي حدثت للكثير من الناس كبيرة ومؤلمة لأن البعض رهن بيته وخسره، والبعض استدان من البنوك وفقد كل شيء.. واثقل بالديون.. واعتقد ان جزءاً كبيراً من الخسارة التي اصابت الناس في سوق جاءت نتيجة دخول الكثيرين منهم مجال غير مجالهم ومجال لا يعرفون عنه شيئاً وبطريقة (مع الخيل ياشقراء) دون دراسة او فهم.. او عن طريق شركات مؤهلة.. وانا شخصياً لم ادخل هذا المجال.. ولكن من خلال متابعتي له لا اعتقد ان السوق سيعود لما كان عليه في السابق عندما كان المؤشر يسجل ارتفاعات قياسية.. ولكن الوضع الذي اصبح عليه السوق الآن هو الوضع الطبيعي في ظل زيادة عدد الشركات يوماً بعد يوم، وآمل ان يكون سوق الاسهم في بلادنا واعداً وسليماً من التقلبات.. لأنه يهم شريحة كبيرة من المجتمع بكل فئاته وشرائحه.. واعتقد ان السوق سيكون فيه استقرار اكثر من المستقبل خاصة عندما يصل حجمه الى (250) شركة. المدن الصناعية مستقبل بلادنا الواعد @ وعن اهمية المدن الصناعية التي تقوم المملكة بإنشائها في العديد من مناطق المملكة لكسر الاعتماد على مصدر واحد للدخل يقول الأستاذ عبدالرحمن الحصيني: المدن الصناعية بلاشك ستفيد الاقتصاد السعودي بشكل كبير جداً.. وستحقق نقلة كبيرة للاقتصاد السعودي سيجني ثمارها بإذن الله الاجيال القادمة.. وستفيد ايضاً الشباب السعودي في التوظيف.. فمثلاً مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ستساهم في توظيف اكثر من نصف مليون شاب سعودي.. وهذا مثال فقط لمدينة واحدة.. وهذا يوضح ان المكاسب التي ستحققها هذه المدن الصناعية لا تتوقف عند نقل التكنولوجيا الى بلادنا.. وكسر الاعتماد على مصدر وحيد للدخل.. وإنما ايضاً ستساهم في تطوير مناطق المملكة، والمجتمع، وتوفير فرص عمل حقيقية للشباب السعودي على المدى القريب والبعيد. على المدى القصير والطويل @ المنطقة الحرة في دبي وما تقوم به من اغراق لأسواق المنطقة بمختلف السلع الا يؤثر ذلك على موقعنا التجاري يجيب الأستاذ عبدالرحمن الحصيني مدير عام مجموعة الحصيني واليحيى بقوله: على المدى القصير الضرر وارد من هذا.. ولكن على المدى الطويل سيتلاشى اثره.. والوضع التجاري في المملكة العربية السعودية الان افضل بكثير من السابق.. وهو يسير الى الاحسن في المستقبل.. وهي مقبلة على طفرات.. وبيئة واعدة للاستثمار، وهناك اقبال من مختلف دول العالم للاستثمار في المملكة.. وهذا يعكس الحراك الصحي لاقتصادنا والذي يبشر بالخير. السلع الرديئة ستنقرض @ يسبب اغراق السوق بالسلع الرديئة والمقلدة اصبح الانسان بأن اي سلعة يشتريها لا تخلو من الغش او التقليد فكيف نعيد الثقة للمستهلك؟. يجيب الأستاذ عبدالرحمن الحصيني اولاً يجب على الانسان ان لا يشتري سلعة الا من تاجر معروف.. حتى تكون السلعة مضمونة.. وساعات الكيلو بلاشك لن تستمر وستتلاشى من السوق.. اولاً نتيجة وعي المستهلك وتدقيقه في السلعة قبل شرائها.. وكذلك تطبيق المواصفات العالمية على السلع مما سيحد هذه السلع وسيؤدي الى انقراضها مع مرور الوقت ورفع مستوى الجودة للسلع، ووضع اشتراطات صحية بعدم استخدام اي مواد صناعية لها اضرار على الصحة.. وكذلك وعي تجار الجملة بأن مثل هذه السلع عبء عليه.. لأنه اذا احضر عشرة آلاف ساعة فسيجد منها ثلاثة آلاف ساعة شغالة وسبعة الاف عطلانه.. كما ان الجهات المعنية في بلادنا نشطت في الآونة الاخيرة في محاربة هذه السلع وكشفها قبل تسويقها. 30% سعوديون @ يتهم رجال الاعمال السعوديون بعدم حماسهم لتوظيف الشباب السعودي، وعدم ادراكهم لدورهم الوطني في هذا المجال.. فماذا عن شركة الحصيني؟ - الواقع انه قبل ان تظهر دعوات السعودة للقطاع الخاص وشركة الحصيني مهتمة بتوظيف السعوديين.. ويوجد في الشركة موظفون سعوديون مضى على وجودهم في الشركة اكثر من اربعين سنة.. وقد تجاوزت نسبة السعودة عندنا 40%.. وانا لست على قناعة بهذه النسبة، واطمح انها تصبح اكثر من ذلك وان يكون عدد السعوديين في الشركة 100%.. لأن الاعتماد على غير ابناء الوطن لا يخدم الاقتصاد الوطني.. والمستقبل لهم. والعديد من الشباب السعودي الذي يعمل معنا الآن على قدر كبير من الكفاءة والالتزام سواء في الادارة العليا، والمبيعات، والحسابات. ووجود بعض الشباب غير المهتم بعمله هم فئة قليلة ولا يمكن ان تعكس الصورة التي عليها جميع الشباب السعودي.. والكثير ممن عملوا معنا وجدنا فيهم كل اهتمام وكفاءة والتزام.. وهم مفخرة.. والدليل على ذلك ما حققه الشباب السعودي في ارامكو والتي تكاد تكون 100% سعوديين.. ولهذا لا يجب ان نتعجل على السعودة.. واذا وجد سعوديين غير جادين فهذا موجود في كل العالم في فرنسا وبريطانيا وامريكا. فتح المجال للمرأة السعودية ويقول الأستاذ عبدالرحمن الحصيني ان المرحلة التي نمر فيها يجب ان نهتم ايضاً بتوظيف المرأة وفتح مجالات جديدة لها.. لانهن يشكلن نسبة كبيرة في المجتمع.. ومجالات العمل المتاحة لهن محدودة.. وهناك مجالات كثيرة يمكن ان تعمل فيها المرأة دون أن يتعارض ذلك مع الدين والأخلاق.. ويجب أن نبدأ بالتعليم فهناك الكثير من المتعاقدات مازلن يشغلن الكثير من الوظائف التعليمية.. وهذه المفروض تستبدل فوراً بسعودية.. وكذلك المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية يجب دمج الممرضات السعوديات مع الاجنييات لإكتساب الخبرة.. وهناك مجالات كثيرة يمكن توظيف الفتاة السعودية فيها.. وقد سمعنا إلى وقت قريب بالسماح للفتاه السعودية بالعمل في مجال بيع الملابس النسائية.. ولكن ذلك لم يتم.. واعتقد أن هذا مجال يمكن للفتاة السعودية أن تعمل فيه وهو يناسبها.. لأن من غير المنطقي والمقبول أن تظل المرأة تشتري ملابسها الداخلية من رجل.. وأن يعرف كل تفاصيل جسدها من خلال ذلك.. وغالبية من يعمل في هذه المحلات من غير السعوديين الذين لا نعرف شيئاً عن أخلاقهم.. ولا يتوقف الأمر عند ذلك وإنما هناك الكثير من المجالات التي يمكن أن تعمل وتبدع فيها المرأة لو أتحنا لها الفرصة لذلك وتخلصنا من الأفكار والسوداوية تجاه عمل المرأة.. وفي نفس الوقت يجب أن يكون عملها وفق حدود الدين والأخلاق والتقاليد، وألا يكون فيه إحتكاك مباشر مع الرجل. العمل العقاري يقول الأستاذ عبدالرحمن الحصيني إجابة على سؤال حول استثمارات الشركة العقارية بأن المملكة بحاجة ماسة إلى الكثير من الوحدات العقارية والسكنية نتيجة النمو السكاني المتزايد خاصة في المدن الكبرى.. ومما ساهم في تفاقم نقص الوحدات السكنيه في مدننا الكبرى عدم وجود شركات استثمار عقاري نشطة في السنوات الماضية، ومبالغة الشركات الموجودة في أسعار وحداتها السكنية إلى درجة تجعلها موجهة لفئة خاصة من الناس من ذوي القدرة المالية العالية.. وهذا يجعلها لا تحقق الفائدة المأمولة منها لأن من يعاني من أزمة السكن هم الطبقة المتوسطة ومحدودو الدخل.. وقد ظهرت في الأونة الأخيرة بعض الشركات التي لها اهتمامات بمتوسطي ومحدودي الدخل.. ولكن المشكلة أن شروط تلك الشركات تعجيزية ومرهقة.. ونحن في شركة الحصيني أنشأنا شركة عقارية تابعة للمجموعة.. وستبدأ انطلاقتها بإذن الله خلال الشهور القادمة للاستثمار في مجال الوحدات السكنية.. والبلد يحتاج سنوياً إلى أكثر من مائتي ألف وحدة سكنية لأن أكثير من 80% من السعوديين مستأجر.. والسكن يعتبر أهم الاحتياجات في حياة الإنسان.. والدولة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظهما الله دائما يتلمسون احتياجات المواطن، والمشاريع التي ينفذانها على حسابهما الخاص لمساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجين تعكس ما يحملانه من عطف وحدب وسهر واهتمام بالمواطن. مقومات العمل التجاري الناجح وعن أهم مقومات النجاح في العمل التجاري يقول الأستاذ عبدالرحمن الحصيني: لقد تميز التجار الأوائل في بلادنا بمقومات هامة في مقدمتها الأمانة والصدق والقناعة والبعد عن الجشع وهذا صنع لهم في المجتمع مكانة كبيرة وسمعة عطرة.. وساعدهم على النجاح والنمو والتوسع في تجارتهم حتى اصبحوا أسماء كبيرة في عالم التجارة.. واعتقد أن أي تاجر يريد النجاح في عمله التجاري يجب أن يتحلى بهذه الصفات، وان يهتم بالمصداقية في عمله.. وأن يبتعد عن الجشع والطمع.. وألا يبالغ في رفع سعر السلعة التي يبيعها تحت أي ظرف لأن ذلك سينزع البركة من تجارية.. وسيجعل المصائب تحيط به من كل جانب لأنه لم يتق الله في عمله التجاري ولم يكن أميناً فيه.. واعتقد ان الكثير من عمليات الرفع لبعض السلع الضرورية لحياة الناس في أسواقنا غير مبرر ومبالغ فيه.. فليس من المنطق أن ترتفع قيمة علبة الحليب مثلاً من 30إلى 80ريالاً دفعة واحدة.. لأن الارتفاعات في سعر العملات.. وأجور الشحن وغير ذلك لا يمكن أن يبرر ارتفاع سعر مثل هذه السلعة بهذا القدر.. كما ان الملاحظ أن السلعة في أسواقنا إذا إرتفع سعرها تبقى على نفس السعر المرتفع حتى لو انتهت أسباب ارتفاع الأسعار السابقة ولم يعد لها وجود.. وهذا يطرح أكثر من علامة استفهام ويفترض ان تتولى الإجابة عليها الجهات المعنية.. فالمواطن قد يقبل زيادات الاسعار المنطقية والمبررة ولكن ما لا يمكن قبوله هو الجشع.. ومحاولة الكسب على حساب الناس.. والواقع أنني لست ملماً بتجارة الأرزاق والسلع الغذائية.. ولكن في مجال الساعات لا يمكن أن تكون الزيادة أكثر من 5% وهي زيادة منطقية نتيجة ارتفاع أسعار المواد الخام بسبب أرتفاع اسعار البترول.. وكذلك تقلبات العملات. الصدق.. والعلم وعن أهم الجوانب التي يحاول ان يغرسها الأستاذ عبدالرحمن الحصيني في أولاده.. وتعلمها من والده يقول: احرص على أن أربي أبنائي على الصدق.. وكررها ثلاث مرات.. والتواضع والمعاملة الحسنة لمن حولهم.. والاهتمام بالتعليم.. لأن المال زائل.. أما العلم فباق للإنسان وهو الذي يرفع مكانته.. وهذه الأشياء تعلمتها من والدي فأنا رغم ان التجارة أخذتني من مقاعد الدراسة إلا أنني لم أترك الدراسة إلا بعد حصولي على الشهادة الجامعية.. وكان بإمكاني أن أواصل دراستي خارج المملكة آنذاك.. ولكنني وجدت العمل التجاري.. وتنمية شركتنا الوليدة يفرضان علي أن أتفرغ للعمل لأنه كان يتفق مع ميولي. ولله الحمد على ما تفضل به علينا. ساعه سيكو وقبل أن اختم لقائي مع الأستاذ عبدالرحمن الحصيني المدير العام لمجموعة الحصيني واليحيى للاستثمار وعضو مجلس الإدارة سألته عن أول هدية تلقاها في حياته فقال انهامن والده ولا تزيد قيمتها عن ثلاثين ريالاً عندما نجح من الصف الخامس الابتدائي.. وكانت أغلى وأجمل هدية في حياته.. وأنا اليوم مازالت ألبس ساعة سيكو ولكن قيمتها أكثر من (25) ألف ريال. .. وهذه من ساعات سيكو التي لا يتم صنعها إلا بطلب خاص.. وبإعداد محدودة.