كانت الجماعات الدينية والأحزاب الدينية «كالأخوان» تلعب كثيرا على قضية فلسطين، وتهاجم الحكومات من هذه الزاوية، بعد أن تخلى الرئيس الراحل «السادات» عن الحرب التي كانت تأكل ميزانية الدولة إبان فترة الرئيس السابق جمال عبدالناصر الذي رفع شعار تحرير فلسطين، وإن أدى الأمر لإيقاف التنمية بالداخل، وقمع الحريات. وكانت الشعارات المرفوعة من الأحزاب الحاملة للشعار الديني لا تتحدث عن التنمية، ولا عن كيف يمكن بناء أوطان قوية تستند على العلم والمعرفة، وكانت كل هتافاتها تؤكد «على القدس رايحين». وبسبب التجهيل والقمع في الأوطان العربية، صدق غالبية الشعوب العربية ما كانت تردده الأحزاب الدينية، وأن حل كل أزماتهم لن يتم ما لم تحرر فلسطين، لهذا وبعد الربيع العربي وسقوط الأنظمة في تونس ومصر وليبيا، انتخب الشعب الأحزاب الدينية على أمل أن يحرروا القدس فتحل أزماتهم. ما إن وصلت الأحزاب الدينية «الإخوان» إلى السلطة حتى بدا أنها تشبه «الأنظمة السابقة» في سياستها الخارجية، ولم تعد تتحدث عن القدس، ثم أصبحت ترسل نفس الرسائل التي كانت الأنظمة السابقة ترسلها للرئيس الإسرائيلي، ومثلها توقع «صديقك الوفي». كذلك أمريكا العدو أصبحت صديقا، وأوروبا المشاركة في المؤامرة تحج لها الأحزاب الدينية الحاكمة؛ عل مشاكل دول الربيع العربي الاقتصادية تحل. وهذا ما جعل منظر السلفية الجهادية في الأردن «عبدالقادر شحادة» الذي لم يصل للسلطة بعد، يقول وبصريح العبارة: «إن الإسلام الأردوغاني والإخواني والصوفي إضافة إلى حركة حماس يحفظون مصالح أمريكا، ولا يقفون ضدها»، فهل الحكام الجدد خونة مثل حكام ما قبل الربيع العربي، أم أن القضية لا دخل لها بالخيانات بقدر ما هي مرتبطة بالعجز والضعف؟ يخيل لي، وأكاد أجزم أن الأزمة مرتبطة بالجهل والقمع والاضطهاد، وهذا ما جعل العالم العربي يحتاج الغرب أكثر من اللازم، ويرجوه أن يمده بالغذاء والدواء والسلاح، وليس من المنطق أن نطلب من الآخر التخلي عن مصالحه ليحقق مصالحنا. وما لم نعلن الحرب على الجهل، ونرفع يد القمع ولو عن المعرفة لممارسة نقد القديم، لن يتغير شيئا، وإن وصل المنظر السلفي «شحاته» للسلطة، فسيكتب مثل البقية رسائل للرئيس الإسرائيلي، ومثلهم سيوقعها ب«صديقك السلفي الوفي» للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة