ما يزال دائري بريدة الداخلي الذي يعد واحدا من أشهر المشاريع المتعثرة على مستوى منطقة القصيم (مكانك سر)، إذ إن العمل متوقف في بعض محاوره منذ عدة سنوات، ما يفاقم أزمة الحركة المرورية في أضلاعه. ولأن هذا الشريان يعد من أهم الطرق الداخلية في بريدة، فإن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير القصيم يتفقد يوم غد مشروع الطريق الدائري، والذي ما يزال منذ 20 عاما في طور الإنشاء. ومن المتوقع أن يناقش نائب أمير القصيم مع مسؤولي إدارة طرق القصيم أسباب تعثر عدة أضلاع من هذا المشروع وعدم إنهائها بعد أن تجاوز نمو مدينة بريدة الدائري الداخلي بمراحل. وسجلت «عكاظ» عدة مواقع سوف تكون ضمن الجولة بسبب غياب العمل وتوقفه بها منذ سنوات، ومنها تقاطع طريق الثمانين مع الضلع الغربي، كما تشمل الجولة توقف مسار الدائري في جهة الشرقية عند تقاطع الملك فهد، كما يتوقع أن يقف سموه ومرافقوه على تقاطعات تم إقرار مشاريعها منذ ما يزيد على عامين ولم يبدأ العمل بها رغم أهميتها لاكتمال الطريق، ومنها تقاطعه مع طريق الملك عبدالعزيز بالسالمية وكذلك تقاطعه مع طريق علي بن أبي طالب، وكذلك جهته الغربية وتقاطعه مع طريق الملك فيصل، كما لا زالت تحويلة غرب الموطاء تسجل سنوات من الانتظار الذي عطل الطريق الحيوي مع عدم وجود مؤشر للمعالجة، كما يحتاج الضلع الجنوبي إلى تفعيل عاجل رغم تمهيد الطريق منذ سنوات. ولأن تعثر هذا المشروع يمتد لعدة سنوات، سألت «عكاظ» مصدرا مختصا عن الطريق وقال «للعلم، جميع متطلبات نزع الملكيات لصالح هذا الطريق تمت منذ سنوات طويلة وليس هناك عذر واضح لتعثر المشروع، وإن الدائري الداخلي له أولوية ضمن مشاريع الطرق بمجلس المنطقة منذ خمس سنوات، إلا أن المبالغ المعتمدة تعتبر قليلة جدا في ظل اعتماد مبالغ كبيرة لمشاريع طرق أقل حيوية». كما هاتفت «عكاظ» مكتب مدير عام طرق القصيم المهندس أحمد العبداللطيف عدة مرات ولم نتمكن من الحديث معه رغم تحويلنا له عدة مرات، كما تم الاتصال على هاتفه الجوال عدة مرات ولم يكن هناك رد من الطرف الآخر، وتم إرسال رسالة نصية له ولكنه أيضا التزم الصمت. وكان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم وجه بإطلاق ورشة عمل لمعالجة دائري بريدة الداخلي، نظمتها أمانة المنطقة مع الإدارة العامة للطرق والنقل، وجرى خلال الورشة معالجة الوضع المروري في بريدة، وخلصت إلى إقرار أولويات قصوى لمشاريع تقاطعات طريق الملك عبدالله مع الدائري الداخلي من جهتي الشمال والجنوب. وتناولت جملة من المواضيع المتعلقة بمشروع الدائري الداخلي لمدينة بريدة بأضلاعه الأربعة، وأكدت أهمية رفع درجة التنسيق بين الجهات الحكومية ذات العلاقة ومقاولي واستشاريي المشاريع، ودراسة تحرير تقاطع الضلع الغربي للدائري الداخلي مع طريق الملك فيصل. وتطرقت أيضا لشارع الثمانين. كما أوصت الورشة بإعادة تنفيذ المشروع ضمن مشروع الضلع الغربي للدائري الداخلي ودراسة تصاميم امتداده شمالا حتى التقائه بطريق الملك عبدالعزيز. وفتحت الورشة آفاقا مستقبلية للوقوف على مدى إمكانية تمديد أضلاع الدائري الداخلي من جهة الشمال والجنوب بشكل متوافق مع التخطيط الحضاري لمدينة بريدة، والرفع بذلك لمجلس المنطقة. ونوقش في الورشة عدد من العوائق ودراسة إمكانية علاجها، ورغم مرور عام كامل على الورشة، لا زالت توصياتها دون مستوى الطموح في التنفيذ، بل يعتبر الإنجاز أقل بكثير من المطلوب. تصدير الغبار «عكاظ» رصدت آراء عدد من أهالي بريدة عن المشروع، فقال فهد الفلاج «نحن الشباب منذ أن عرفنا الدنيا وأهمية المشاريع مع بداية هذا المشروع لا زلنا ننتظر أن ينتهي المشروع». فيما يرى محمد الرشودي أن كمية الغبار التي تلقتها صدور سكان بريدة كل هذه السنوات جراء تعثر المشروع وبقائه رمليا توازي أضعاف الرياح الموسمية التي كست المنطقة كل هذه السنوات، وقال «من المسؤول عما يزيد ما يصل إلى ربع قرن من الانتظار لانتهاء طريق حيوي ومهم يخص شريحة كبيرة تتجاوز النصف مليون من سكان مدينة بريدة؟». من جانبه، قال عبدالله صالح السلوم المهتم بالجانب العقاري إن تعثر دائري بريدة الداخلي كل هذه السنوات عطل الحراك التنموي في أحياء مهمة في جنوب وشرق وغرب بريدة غربها وأسهم كثيرا في الضغط على الأحياء الشمالية والمخططات التجارية الجاهزة ورفع أسعارها.