أكد محللون ومراقبون سياسيون في استطلاع ل«عكاظ» أهمية المضي قدما بأسرع وقت ممكن في الخطوات العملية لتفعيل مشروع الاتحاد الخليجي، موضحين أنه ما زال الخيار الأفضل سياسيا واقتصاديا وأمنيا مع دعوات التشكيك في جدوى هذا الاتحاد. وأوضح الخبير الاستراتيجي الدكتور أنور عشقي بأن الاتحاد الخليجي يعتبر قوة لمواجهة الشر الداخلي والخارجي على حد سواء. وأضاف بأن مقدرات دول الخليج الاقتصادية والتنموية قد تتهاوى في لحظات إذا ما تعرضت لخطر عسكري مفاجئ، مشيرا إلى أن الاستعداد للعدو وإرهابه أسهل من محاولة لإخراجه مستقبلا. فيما رأى، المحلل السياسي فضل البوعينين بأن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإخوانه قادة الدول الخليجية بتجاوز مرحلة التعاون إلى الاتحاد في كيان واحد بنيت على استشعار الأخطار المستقبلية؛ وصدرت من قلب منصح لأمته، حريص على جمع الصف ووحدة الكلمة بما يحقق هدف الأمن والاستقرار والرفاهية لجميع دول المنطقة وشعوبها. وأضاف قائلا: «أي دولة خليجية تعتقد أنها في مأمن من التهديدات العالمية، ما يجعلها تتمنع عن الانضمام للاتحاد الخليجي؛ هي مخطئة ولا شك؛ فالأخطار المحيطة قد تكون موجهة لإحدى الدول الأكثر استقرارا وأمنا». وأفاد البوعينين بأن الظروف المحيطة لم تعد كما كانت عليه من قبل؛ فدول الخليج تواجه بتهديدات مباشرة من إيران؛ وتهديدات من بعض الدول الكبرى التي تسعى إلى تقويض أمن واستقرار المنطقة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، ما قد يتسبب في زعزعة أمنها من الداخل وتدمير اقتصادياتها وإعطاء الدول الكبرى عذرا للسيطرة عليها، وعلى ثرواتها. وفي نفس السياق، قال المراقب السياسي إبراهيم ناظر: «بدلا من حملة التشكيك التي تشنها بعض وسائل الإعلام في دول الخليج في جدوى الاتحاد الخليجي كان من المفترض أن تسارع دول الخليج إلى تبني ما طرحه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خاصة وأن نموذج الاتحاد الخليجي بات النموذج الأمثل والمحقق لأمن واستقرار وتنمية منطقة الخليج». وأضاف بأن الاتحاد الخليجي قطعا لا يعني التدخل في السيادة الداخلية التي يفترض أن تكون مسؤولية الدولة العضو، بل إنه ينظم العلاقة، ويوحد القرارات السياسية، الأمنية، الدفاعية، والاقتصادية للدول الأعضاء، وبذلك تتوحد السياسات والقرارات الخارجية بدلا من تعددها واختلافها كما يحدث حاليا في بعض القضايا.