عندما تواترت الأنباء ظهر الثلاثاء الماضى عن مقتل سعيد الشهري المطلوب رقم 36 فى قائمة ال85، وهو الرجل الثانى فى قيادة ما يسمى بتنظيم القاعدة فى اليمن متأثرا بجروح خطرة كان قد أصيب بها فى غارة شنتها طائرة أمريكية بدون طيار فى الأسبوع الثانى من ديسمبر الماضى، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها نبأ مقتل سعيد الشهري زعيم الهاربين من قبضة الأمن، فقد سبق للسلطات اليمينة الإعلان عن مقتله مرات عدة كان آخرها فى 9 سبتمبر الماضي، ولكن بعد هذه الأنباء بأكثر من شهر وبالتحديد فى 12 أكتوير كشف تسجيل صوتي مصور ( فيديو ) نشره تنظيم القاعدة في اليمن عن الغارات التى نفذتها طائرات أمريكية من دون طيار وما أسفرت عنه تلك الغارات في ما يتعلق بعناصر التنظيم الذين لقوا حتفهم وبلغ عددهم 19 عنصرا من عناصره قال إنهم قتلوا فى ثلاث غارات نفذتها طائرات أمريكية بدون طيار فى محافظات مأرب وشبوة وحضرموت، وأظهر التسجيل حينذاك أن شخصا آخر من عناصر القاعدة يدعى أبو محمد الشهرى هو الذى قتل فى إحدى هذه الغارات الأمريكية وليس سعيد الشهرى المكنى ب (أبو سفيان الأزدي) و (أبو سفيان الشهري). ولكن اللافت فى الخبر الذى أكده مصدر أمني يوم الثلاثاء 22 يناير 2013 أن أسرة الشهرى نفسها أكدت مقتله إثر الجروح التي سبق أن أصيب بها في الغارة التى شنتها طائرة أمريكية بدون طيار فى الأسبوع الثاني من ديسمبر الماضي بالتنسيق مع السلطات اليمنية، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيه أسرة الشهري نبأ مقتله أو تأكيد ما تم إعلانه من أنباء حول ملابسات مقتله.. فمن هو سعيد الشهري الذي أعلنت أسرته مقتله منذ أيام في اليمن وتم دفنه بها ؟! سعيد الشهري أحد المطلوبين ضمن قائمة ال85 التي أعلنتها وزارة الداخلية وقدمتها للشرطة الدولية الإنتربول في فبراير 2009، والزعيم الفعلي لأعضاء القاعدة الهاربين من المملكة. سعيد بن علي بن جابر آل خيثم الشهري، نائب زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب - الذي نتج عن دمج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة مطلع 2009 - أحد أبرز من تطاردهم أجهزة الأمن المحلية والدولية، ويحمل رقم 36 على قائمة ال85 الإرهابية، وكان من الذين تتسم تحركاتهم بالحذر الشديد، عبر استخدامه لما يزيد على 9 أسماء حركية، (أبو سفيان أبو سفيان الأزدي صلاح صلاح الدين أبو أسامة أبو سليمان نور الدين أفغاني أزبك صلاح أبو سفيان سعيد الأخدم)، أشهرها: «أبو سفيان الأزدي» و«نور الدين أفغاني أزبك». وهو من مواليد الرياض في 23/8/1393ه، غادر إلى البحرين بتاريخ 5/7/1422 (2001 ) ولم تسجل له عودة وقد تم استلامه من معتقل غوانتانامو ضمن الدفعة العاشرة في 29/10/1428ه، ثم ضم لقائمة ال 85 بعد فراره وعشرة من زملائه إلى اليمن بعد أن أعادت السلطات الحكومية تأهيلهم في برنامج المناصحة الذي يتولاه الأمير محمد بن نايف -الذي تعرض لمحاولة اغتيال أواخر أغسطس 2009 -. وفور وصوله إلى اليمن انضم لصفوف تنظيم القاعدة بها بقيادة المطلوب ناصر الوحيشي وإعلانه كنائب للوحيشي وقيامه بالتهديد المباشر بالقيام بأعمال إرهابية وعمليات اغتيال لكبار المسؤولين ورجال الأمن في المملكة، أعلنت السلطات اليمنية في 23/10/1433ه عن مقتله في وادي حضرموت ولكن القاعدة نفت هذا الخبر بعد نشره بشهر ويعتقد أن سعيد الشهري، الأسير رقم 372 في غوانتانامو سابقا، مسؤول عن الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في اليمن، وأدى إلى مقتل قرابة 12 شخصا في شهر سبتمبر/أيلول من العام 2008 أي بعد أقل من عام على الإفراج عنه من غوانتانامو عام 2007. وقد أثار اعتقال «سيدة القاعدة» غضبه فأصدر بيانا صوتيا صاخبا هدد فيه بخطف واغتيال أمراء وضباط أمن ووزراء حتى يتم الإفراج عن هيلة القصير. وهو زوج المطلوبة للسلطات الأمنية السعودية وفاء الشهري الشهيرة ب «أم هاجر الأزدية» أول امرأة سعودية تخرج من بلدها، وتندرج مع التنظيم في اليمن بعد الانضمام إليه. وأصبح الشهري يحتل أولوية خاصة في قائمة المطلوبين منذ أبريل 2009 بعد أن استطاع تهريب زوجته وفاء الشهري «أم يوسف» وأطفالها الثلاثة إلى الحدود اليمنية بمساعدة «محتسب» نقلهم من الرياض، مرورا بالقصيم، ثم المدينةالمنورة، ثم جازان، لتعبر الحدود البرية مع اليمن، ليستقبلها زوجها سعيد الشهري، وفي هذا وجهت ضده هيئة التحقيق والادعاء العام في السعودية، تهمة مخالفة نظام أمن الحدود وتهريب طفلين قاصرين وتعريض حياتهما للخطر. وفي عام 2010 صرح وهدد في تسجيل بث على شبكة الإنترنت، بإغلاق باب المندب الاستراتيجي الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، وتوعده بشن مزيد من الهجمات ضد الأجانب. وفي هذا العام أدرج اسمه على (القائمة الدولية الموحدة) التابعة لمجلس الأمن الدولي، ملزمة كافة الدول باتخاذ تدابير خاصة بحقهم تتضمن تجميد أموالهم وسائر أصولهم المالية ومنعهم من دخولهم أراضيها أو المرور عبرها إضافة إلى منع القيام على نحو مباشر أوغير مباشر بتوريد الأسلحة والعتاد لهم ،وتطبيق جملة من العقوبات مشددة بحقهم. كما أعلن أن محاولة النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب تفجير طائرة الركاب الأمريكية في ديترويت في ديسمبر/ كانون الأول 2009 كانت بالتنسيق مع أسامة بن لادن، وهنأ قيادة التنظيم بما سماها «الغزوة المباركة». وطبقاً لاعترافات (جابر الفيفي) المنشق عن تنظيم القاعدة في اليمن، فإن سعيد الشهري هو من اختار عبدالله عسيري لتنفيذ محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في أغسطس 2009 مستغلا بذلك صغر سنه. وفي حديث لعلي بن جابر الشهري والد سعيد، قال عنه: ضال وخارج على دينه وولاة أمره، وسبق أن كفرني قبل سفره لليمن.