أكد مصدر مطلع ل«الحياة» أمس (الثلثاء) وفاة المطلوب السعودي رقم (36) في قائمة ال85 الرجل الثاني في قيادة تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» في اليمن سعيد الشهري، متأثراً بجروح أصيب بها في غارة يمنية – أميركية. ونسب المصدر إلى عائلة الشهري قولها إنه أصيب بجروح خطرة في تلك الغارة التي استهدفته في الأسبوع الثاني من كانون الأول (ديسمبر) 2012، ودخل في غيبوبة لم يفق منها، وإنه دفن في اليمن. وأكد أن أسرته أخطرت بوفاته ودفنه. وكانت وكالة «أسوشيتدبرس» نقلت أول من أمس عن مصادر يمنية وأميركية أن غارة شنتها طائرة أميركية بلا طيار أسفرت (الإثنين) عن قتل ثلاثة من قادة «القاعدة» في اليمن هم: علي صالح تويمان وقاسم ناصر تويمان وأحمد الزيادي أثناء تحركهم بسيارة خارج مدينة مأرب. وأوضح مصدر مطلع ل«الحياة» أن أسرة القتيل الشهري تلقت أول من أمس اتصالاً من مجهول من اليمن يبلغهم مقتل الشهري، بعد تعرضه لإصابة نتيجة لاستهداف غارة جوية لموقعه وتضاعف الألم، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة أخيراً. وقال المصدر إن الشهري أوصى زملاءه قبل دخوله في الغيبوبة بأن يُدفن في مكان موته، وأن تبلّغ أسرته في السعودية. وأشار مصدر آخر ل«الحياة» إلى أن والد القتيل علي الشهري نفى لأقاربه الذين توافدوا إلى منزله منذ سماع الخبر وجود تأكيدات بمقتل ابنه، كما أنه لم يتلق تأكيدات من جهات رسمية، وأنه لن يقيم عزاء في ابنه المطلوب الأمني حتى لو تم تأكيد الخبر. وأوضحت أم فيصل الشهري والدة الهاربة وفاء الشهري (زوجة الشهري) ل«الحياة» أنها لم تعلم بمقتل زوج ابنتها وفاء، وسألت ابنها عبدالمجيد قبل نحو شهرين (المطلوب رقم 31 في قائمة ال47) عن صحة وفاء، فأبلغها أنها بخير هي وأبناؤها. ويعد سعيد الشهري أبرز المطلوبين للجهات الأمنية السعودية، وكنيته «أبو سفيان الأزدي»، وتسمية منصبه في التنظيم هي «النائب العام»، أي الرجل الثاني بعد اليمني ناصر الوحيشي الذي يتزعم «القاعدة» في اليمن. وكان الشهري قاتل في أفغانستان، واحتجز هناك، ثم نقل إلى سجن القاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو (جنوبكوبا)، وبقي هناك حتى استعادته المملكة في 2007. وبقي فترة بعد إعادته في مركز للمناصحة والتأهيل، لكنه غادر إلى اليمن بعد أقل من شهر من إطلاقه في عام 2009، إذ أعلن دمج فرعي «القاعدة» في السعودية واليمن في ما يسمى «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب». وتتهم صنعاء الشهري بخطف وقتل عدد من الأجانب في اليمن، من بينهم نائب القنصل السعودي لدى عدن عبدالله الخالدي. وكانت السلطات اليمنية أعلنت مقتل الشهري في غارة جوية في محافظة حضرموت في 9 أيلول (سبتمبر) 2012، طبقاً لبيان أصدرته وزارة الدفاع اليمنية، غير أن التنظيم الإرهابي نفى تلك المعلومات في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.