من تابع ردود أفعال وسطنا الرياضي وبكافة أطيافه بعيد إخفاق منتخبنا الوطني في استحقاقه الأخير كان ليقول إن هؤلاء القوم خير من يتعلم من أخطاء الماضي، فمن سمعهم يرددون ويحصرون أسباب انتكاسة رياضتنا في تضخيم أنديتنا ولاعبيها يجزم أنهم لن يعودوا إلى ذلك مجددا . ثم وما إن مضت بضعة أيام إلا ونفاجأ بذات الأشخاص وقد عادوا إلى عاداتهم السابقة «نادينا أفضل من ناديكم ونجمكم لا يقارن بنجمنا فلنا ظهور الجياد ولكم خدمة الأسياد»، هكذا وبكل سهولة وأسرع مما هو متوقع وما عليكم إلا أن تشكروا زرا يأتيكم بأمس ويوم متناقض «مريض» ! . ما هو الهياط ؟ هو مصطلح من مفرزات لهجتنا الدارجة ويعني الإفراط في مديح الذات والإسفاف في الترويج للنفس، ولمن لا يعلم فالمهايط في الحقيقة شخص صاحب خيال خصب وواسع، لولا أن مشكلته والتي لا يعلمها هو ويعلمها الآخرون أنه لا يعلم أن الآخرين يعلمون أنه مهايط. نماذج الهياط في رياضة بلادي ظاهرة للعيان والحصة الأكبر منها تذهب إلى الأندية ولاعبيها، ثم هي الدعوة للتوقف عندها ومقارنة بعض نماذجها القادمة بواقع من وصفوا بها على أرض ملعب «العالمي العميد الزعيم القلعة الأسد النمر الليث والقناص والزلزال والديناميت والنباطة !» . ثم أعود على بدء تحدثت فيه إلى عودة لهياط محلي بعد إخفاق خارجي فأقول إن من كان يردد حين إخفاق أن لاعبينا أشباه نجوم تجده اليوم يتغنى بنجم فريقه الذي لا يشق له غبار ومن كان يردد أن الألوان سبب في تراجع رياضة تجد مديحه اليوم لناديه يمر عبر بوابة إلغاء ناد آخر. ما الذي يمكن قوله لإعلامي غرد في تمام التاسعة من مساء خروج مر أمام الكويت أن طريق العودة إلى سابق عهد يبدأ بحقن الرياضيين بجرعة كبيرة من الوطنية والانصهار تحت ألوان العلم، ثم وفي تمام التاسعة وخمس دقائق يغرد أن سبب إخفاق المنتخب هو كثرة لاعبيه الزرق. السادة مقدمو البرنامج إخواني المراسلون الميدانيون في كل ملاعبنا زملائي أصحاب الرأي إخواني الإعلاميون ضيوف البرامج «وش تحسون فيه» بعد كل إخفاقات المنتخب المتتالية وأنتم لا زلتم تهبون الألقاب المرعبة لأندية ولاعبين صدقوها فصدقوا أنفسهم.