هذا المثل القصيمي الطريف ينطبق على بعض محرري المدرجات الذين بُلي بهم الإعلام الرياضي ، فعلى مر سنوات طوال اختفوا مع اختفاء أنديتهم وبعدها عن المنافسات ، و ما أن بدأت أنديتهم ( تصحصح ) و تصحح أوضاعها و تستطيع التعادل و الفوز أيضا بعد ضياع مرير مديد ، صاروا يصدعون الرؤوس صباح مساء حتى و الدوري متوقف ، فيهددون الفرق - التي حين كانوا يترنحون مع أنديتهم في ذيل القائمة - ما فارقت المنصات و ما غادرت صدارة الترتيب ، بأن قدومهم مرعب لسواهم ، و أن عودتهم ستعيد للمنتخب انتصاراته ، و أن المنتخب السعودي ما تراجع إلا حين تراجعوا ، و يستمر مسلسل ( الهياط ) فيطال تشكيلة المنتخب لماذا يضم فلاناً من غير فريقهم و لماذا لا يضم نجم فريقهم ، يشعرونك بأنهم مصابون بالتهاب جلدي يبعث على الهرش طوال الوقت ، و نستغرب أن يقيموا الدنيا و لا يقعدوها و لما يحصلوا على البطولة بعد ، فجمّالهم يغني دوما قبل أن يركب ، و حين تربض ناقته و يعييها المسير و الاستمرار يلومون الرمال ، و نستغرب هذه الأفهام التي يصور لها تعصبها و عنصريتها أن المنتخب السعودي الذي حقق كؤوسا آسيوية و شارك في منافسات كأس العالم بخمسة عشر لاعبا من مختلف الأندية السعودية العريقة و كانوا نجوما في كافة خطوط المنتخب ، لكنهم لا يرون إلا أن فوز المنتخب بفضل نجوم فرقهم الذين خدموا المنتخب و تكرموا عليه بالبطولات و خسارة المنتخب سببها اللاعبون الذين دخلوا المنتخب بالواسطة من الفرق الأخرى طبعا ، على أن العائد لتشكيلة المنتخب حينها يجد أنه لا يوجد من فريقهم إلا لاعبان أحدهما احتياط للآخر ، لكنهم يتغافلون عن باقي نجوم المنتخب لمجرد كونهم من فرق أخرى ، فهل لو لعب نجماهما وحيدين سيفوزان ؟ و هل لو ذهب فريقهم لمنافسات المنتخبات و لعب باسم المنتخب السعودي سيأتون بالكأس ( من ذيله ) و هم العاجزون طيلة سنوات عن تخطي المركز الوسط في الدوري المحلي ! حين تقرأ خطاب هؤلاء أو تسمعه تشعر بأن عمى الألوان لا يتيح للمصاب إلا رؤية لون واحد يختاره هو و أن من التوحد نوع يفصل الشخصية عن الواقع حتى يقيم الخيال مقامه و يصدقه و يعتقد به و ينافح عنه حتى يتصبب العرق من أذنيه ! و لهؤلاء حقا يصح القول ( ضحك أبو سنتين و غشيت أمه ) كونها ترى أن ضحكته في سن السنتين عمل خارق و لا تدري أن الجنين يضحك و هو في بطنها ، فخفوا علينا يا البرشلونه ! [email protected] [email protected]