منذ فجر التاريخ تقود المرأة ولكن بطريقتها، فهي من تقود الرجل لحمل لقب أب، وهي من تجعل الرجل أخا لها، وهي من تجعل الجنة تحت أقدامها لابنها (الرجل)، وهي من طببت الجراح في الحروب قبل أن تظهر أصلا كلمة اختلاط!. أبعد أن منحها الله كل هذه المكانة في القيادة نبخل عليها بأن تقود آلة صنعها الإنسان بفتح الرحمن فأسموها البشر (سيارة)! أعلم جيدا أن صراع العادات والتقاليد صراع قاس ولا يرضخ له العقل البشري بسهولة، فهو نتاج تراكمات السنين والعرف ومع ذلك إن حضرت الحاجة قادت المرأة في البراري والبادية دون انتظار السماح من أحد!. وهو ما يجعلنا نستعجب من رفضنا لقيادتها في المدينة وأمام الجميع، رغم أن المرأة في البادية تقود وبجوارها سلاح يجعل كل من يفكر بإيذائها يعود أدراجه خوفا من العقاب، أعلم كذلك أن البعض يسوق الحجج لمحاولة تهويل نتائج السماح للمرأة بالقيادة كمن يذكر أن الزحام أصلا حاصل في شوارعنا فكيف تصبح هذه الشوارع لو أضفنا عدد السيدات رغم أن السماح للمرأة بالقيادة قد ينسف عدد السائقين ومقاولي المشوار إلى أكثر من النصف على الأقل! دعونا نتأمل قليلا كيف لو سمح بوجود التاكسي النسائي وكيف أنه سيوفر آلاف الفرص لمصدر الرزق وفي نفس الوقت يخرج من كعكتنا الاقتصادية العمالة التي لا تنفع البلد كالسائقين غير السعوديين، وبعض الرافضين يبالغون في الخوف على المرأة بقولهم كيف لو تعطلت بها سيارتها وكأن تعطل السيارة وهي مع السائق لا يقل خطرا عن الحالة الأولى! أن السماح للمرأة بالقيادة مع إقرار ضوابط تعاقب من يتعرض لها بأذى أجدى وأنفع من منعها فهي أولى بالمبلغ الذي تقتطعه من راتبها ليدخل جيب السائق. خاتمة دعوها تقود لكن بقيود. [email protected]