في ظل تخمة الأعمال الرمضانية هذا العام وتعددها في الكثير من القنوات الفضائية شدتني حلقة باسم (إني أخاف الله) والتي كانت ضمن سلسلة حلقات العمل السعودي (من الآخر) والذي يعرض على قناة دبي الفضائية، أقول شدتني هذه الحلقة كثيرا والتي كانت تحاكي معضلة عدم قيادة المرأة السعودية للسيارة في بلادها! وكالعادة تم تناول أغلب أقوال المعترضين والمؤيدين لقيادة المرأة في هذا العمل فبطلة القصة الممثلة ريم عبدالله جسدت دور المرأة الملتزمة بدينها والتي ترفض أن يختلي بها سائق أجنبي لا يعتبر محرما لها وفي المقابل كان زوجها يتضرر كثيرا بسبب كثرة استئذانه لتوصيل زوجته حتى تفتق ذهنها إلى استخدام الحنطور الذي يجره حصان ليكون الحل النهائي لمشكلتها! وبعيدا عن باقي التفاصيل أعتقد أن هذا الملف أخذ الكثير من الوقت والصراعات لحسمه والجميع يرى حجم التناقض بين تمسكنا بخصوصياتنا حين نطلق على المرأة ملكة ثم نجعلها تحت رحمة سائق غريب عنها لا نضمن عدم تحرشه أو استغلال حاجة المرأة لخدماته ولعلنا سمعنا كثيرا عن أهوال سائقي الليموزين وخباياهم، لذا أعتقد أنه قد آن الأوان لنجعل المرأة تقود ولكن بقيود وبما أن ديننا فيه ما يدل على أن كل راعٍ مسؤول عن رعيته إذن فالخيار لذوي المرأة وحدها في السماح أو المنع لمن احتاجت القيادة، وعلينا التخلي عن التشدق بأن خصوصيتنا ترفض ذلك فالزمن أثبت لنا مرارا أن خصوصيتنا ما تلبث أن تنهار أمام متغيرات الحياة لكن فقط ان استخدمنا وسائلنا المتاحة بإيجابية، وعودوا بذاكرتكم إلى جوال الكاميرا وبداية ظهور الأطباق بل وحتى التغيير الجذري لبعض الدعاة من السخط على القنوات الفضائية ثم الظهور فيها بعد ذلك! لذلك دعوها تقود لكن بقيود. [email protected]