أعلنت الأممالمتحدة أن عدد القتلى في سورية بلغ ما يقارب الستين ألفا منذ بداية الثورة حتى الآن فيما أوغل النظام وآلته العسكرية في ارتكاب المجازر بحق الشعب بشكل لافت في المرحلة الأخيرة مما يستوجب التوقف عنه ومعرفة أبعاده وما إن كان تعبيرا عن حالة يائسة يعيشها نظام بشار الأسد. أسقطت المأساة السورية القناع عن المجتمع الدولي ذاك القناع الذي كان عبارة عن سلسلة من الشعارات التي تبدأ من حقوق الإنسان وتنتهي عند الكلام عن الحرية وحق الشعوب بها. فإذا بنهر الدماء الذي يجري في سورية يجرف معه كل تلك الشعارات ليسقط ورقة التوت عن هذا المجتمع الدولي فيظهر بموقع العاجز أمام جرائم نظام لا يرحم شعبه، حيث ظهر أن مصالح العالم والمجتمع الدولي تعلو مبادئه لذلك لم نعد ننتظر أن يلجأ هذا المجتمع الدولي وبخاصة الدول الكبرى منها روسيا والولايات المتحدةالأمريكية وأوروبا وصولا إلى الصين إلى تحكيم مصالح الشعب السوري قبل مصالحها، لذلك نرى هذه الدوامة من الدم والقتل والعنف وكأن العالم لاه وغير مهتم بكل هذه المأساة وهذا النزف المتواصل يوميا لذلك يجب الانتظار كي يتم توضيح شبكة المصالح بين هذه الدول قبل أن يرسو الوضع في سورية على بر الأمان. وكل الكلام الذي روجه النظام حول مؤامرة دولية ضده سقط مع لغة المجازر التي اعتمدها هذا النظام في الأيام الأخيرة ويقابلها هذا الصمت الدولي القاتل فإذا بالمؤامرة إن وجدت هي ضد الشعب السوري بالتواطئ مع هذا النظام. إن ارتفاع مناطق المجازر المتنقلة من دير يعلبه إلى دوما وغيرهما من قرى الريف الدمشقي إنما تؤشر إلى إفلاس هذا النظام وإلى فقدانه كافة أوراقه العسكرية وحتى السياسية. فهو يسعى عبر اثخان الدم بهذا الشكل إلى استدراج حرب أهلية طائفية كي يثير العالم والقوى الكبرى ويدفنهم لتسوية تحفظ له ما لا يمكن الحفاظ عليه أي الموقع في سورية المستقبل. إن المأساة السورية تجاوزت كل التسويات وباتت في يد الشعب السوري نفسه الذي يتجه رغم كل ضجيج التسويات إلى حسم معركته وثورته. فنحن نعيش الآن مرحلة المواجهة النهائية ما بين الشعب السوري وهذا النظام القاتل والأمر لن يطول أكثر من أسابيع أو بضعة أشهر قليلة لتتجلى الحالة السورية بنصر لهذا الشعب الذي دفع غاليا ثمن حريته وكرامته.