ويتجدد لقاء الإخوة الأشقاء ملوك ورؤساء دول مجلس التعاون العربي الخليجي مرة أخرى، ليظهر وبشكل مختلف عن سابقه من اللقاءات، وليقف هذه المرة كشاهد عيان على منجزه الحضاري الحالي، والذي سوف يمكنه وبإذن الله تعالى من تقارب أكثر لوجهات النظر العامة والخاصة، والتغلب على سلبياتها الموضوعية، والتي كانت السبب في تأجيل العديد من نقاط النفع والفائدة على بلدانه وشعوبه، ولهذا كان لا بد لتلك الدول الساعية لتقارب الألفة ورفع الكلفة أن تصنع لنفسها كيانا يليق وهويتها العربية الأصلية، وما ترمي إليه من صلات رحم تجمع بينها في إطار حضاري إنساني موحد يخلو، وبكل المعايير الهادفة البناءة، من صلابة الموقف وغلو المسألة وتشتت الفكر. فالعالم الحديث المتطور في تسابق خطير مع آفة الزمان وقلة الأمان، خلافا لحاجة دولنا العربية والخليجية لتوحيد صفوفها، ونبذ أوجه خلافاتها، والتي تنظر إليها ذوات الضرر وأعين الشرر بمرآة حاقدة. وبرغم هذا كله، وبمشيئة المولى العلي القدير أولا وأخيرا، فإن مشوار صلة تقاربنا مع بعضنا البعض، سواء من خلال عقد مؤتمر القمة الخليجية أو غيره سوف يكون له الأثر الناجح والواضح في جني محاصيل وحدوية عربية تضامنية ذات عوائد خيرة نافعة تعيد لنا كل ما افتقدناه، ففي الاتحاد قوة وما النصر إلا من عند الله.