يقبع كثيرون تحت تحذير الحديث الشريف «إياكم والدين، فإنه هم بالليل، ومذلة بالنهار»، من خلال القروض البنكية، حتى أضحت ظاهرة للمنخرطين حديثا في الوظيفة، وأولى خطوات بعض المقبلين على الزواج، يأتي الاقتراض، متعدد الاحتياجات، بحثا عن سداد دين، أو لقضاء حاجة ماسة، لشراء سيارة أو سكن، أو علاج مريض. تمر السنوات، وتبقى الأقساط الشهرية ملازمة لها، ترافق أطفالا حتى يكبروا، وتلازم شبابا حتى يشيخوا. وأوضح المعلم بدر الأحمري أن القروض البنكية أصبحت ضرورة للغالبية العظمى من الموظفين، مشيرا إلى أن احتياجات الحياة تجبرهم على اللجوء إلى الدين المالي، من أجل توفير أسياسيات إلزامية. وقال: «عندما التحقت بالوظفية، أول ما تبادر إلى ذهني، استخراج قرض بنكي لشراء سيارة على اعتبار أنها وسيلة النقل الأساسية والوحيدة، في التنقل داخل المدن»، مبينا أن أجور التنقل بمركبات الأجرة، يوازي قيمة الأقساط الشهرية التي يسددها. وأضاف: «إن سنوات سداد القرض بلغت خمسة أعوام، سيتم استقطاع المبلغ شهريا من راتبه». من جهته، أشار عبدالله الحارثي إلى أنه بعد التحاقه بشهرين فقط، أخبره البنك بإمكانية استخراج القرض، موضحا أن لوالده دينا من المال عجز عن سداده بعد إحالته إلى التقاعد. وقال: «على مضض استخرجت القرض البنكي، ليستريح والدي، من عناء سداد الديون التي تراكمت عليه»، مبينا إلى أن تواجده في محافظة بعيدة عن مسقط رأسه جدة، أمر دفعه إلى توفير ما يحتاجه في ظل عدم وجود أقارب بوادي الدواسر. إلى ذلك بين علي اللهيبي، إلى أن القرض البنكي سيستمر معه سنين طويلة، مشيرا إلى أنه أراد الابتعاد عن إرهاق الإيجارات. واستطرد: «لجأت إلى القرض العقاري، هربا من هموم الإيجارات، وكذلك من أجل توفير منزل يسكنه ابني، في حال فارقت الحياة، وحتى لا يتكبد مثل ما يعانيه والده»، مبينا أن فترة السداد تصل إلى 30 عاما. واختتم: «ليس لدي حل آخر غير استخراج قرض عقاري، الأمر الذي دفعني إلى التقشف لتوفير مصاريف لها أهميتها، وكل ذلك العناء لحماية عائلتي الصغيرة، وإيجاد سكن يحويهم، يشعرهم بالاستقرار». في المقابل، رغب أحمد محمد إكمال نصف دينه، والزواج من إحدى قريباته، مؤكدا أن أول ما تبادر إلى ذهنه المدة اللازمة، لاستخراج تمويل شخصي، مشيرا إلى أن ارتفاع تكاليف الزواج، قاده إلى الدخول في معمعة الدين، وتحمل سنين سداده. وعلق: «لا توجد طريقة أخرى لاكمال مصاريف الزواج»، مبينا أن المظاهر الوقتية، أجبرته على القرض. إلى ذلك، بين أحمد القرني إلى أن هناك إغراءات منتشرة، توضح سهولة استخراج القرض البنكي، مؤكدا أن مكائن الصرافات الإلكترونية، ممتلئة بملصقات لتسديد الدين القديم، والحصول على قرض آخر. وقال: «إن الدين من الهموم وأحد أشكال المذلة، ولكنه شرٌ ولا بد منه».