اتجه عدد من العاملات المنزليات إلى التسول في العاصمة المقدسة، بعد أن تبين لهن أن ما يجمعنه من استجداء العابرين في الطرق والإشارات الضوئية والمواقع الحيوية أكثر من الرواتب التي يحصلن عليها من عملهن في المنازل، ما أثار حفيظة عدد من المواطنين الذين طالبوا بتطويق المشكلة التي تتزايد يوما بعد آخر، خصوصا أن أولئك المتسولات يزاولن عملهن المخالف وهن يرتدين العباءة ويرددن كلمات باللهجة المحلية، ما يجعل العابرين يعتقدون أنهن مواطنات. وأكد زياد إبراهيم العتيبي أن امتهان الخادمات للتسول يتزايد باستمرار في مكةالمكرمة، مشيرا إلى أن غالبيتهن هاربات، ويلجأن لاستجداء العابرين باللباس الوطني، مشددا على أهمية تطويق هذه المشكلة قبل أن تتفاقم، والبحث عن الواقفين وراءها. إلى ذلك، روى عادل الزهراني قصة ثلاث من النساء يتسولن بإيهام العابرين بأنهن مواطنات تقطعت بهن السبل وجار عليهن الزمن، مشيرا إلى أنهن تقمصن الدور جيدا من خلال إجادتهن الحديث باللهجة النجدية. وقال: «كنت خارجا من مستشفى النور التخصصي، والتقيت النسوة المحتالات، وهن يرتدين الزي السعودي، وطلبن مني أجرة النقل الجماعي ليعدن إلى ذويهن في الرياض، وحين تأكدت أنهن يكذبن قلت لهن سوف اوصلكن إلى مطار جدة وأدفع قيمة التذاكر»، مشيرا إلى أنهن رفضن ذلك وطلبن قيمة التذاكر، موضحا أنهن انسحبن بهدوء حين أصررت على نقلهن للمطار، حتى لا ينكشف كذبهن. بدوره، أوضح فهد الحارثي أن كثيرا من الخادمات رفضن العمل في البيوت واتجهن للتسول قرب الإشارات الضوئية وفي المواقع الحيوية في العاصمة المقدسة، بعد أن أصبحن يجمعن من التسول أكثر من العمل في المنازل. وتساءل عن دور الجهات المختصة في ضبط المتسولات اللائي يزداد عددهن يوما بعد آخر، معربا عن استيائه من انتحالهن صفة المواطنات من خلال ارتداء العباءة والتحدث باللهجة المحلية. في المقابل، أوضح الناطق الرسمي في جوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين أن الجوازات تنظم حملات مستمرة في أي موقع يوجد فيه مخالفون لنظام العمل والإقامة، مؤكدا أنه جرى ضبط عدد من المتسولات، واتخذت بحقهن الإجراءات النظامية، مبينا أن حملات الجوازات مستمرة.