نفى مدير مكتب مكافحة التسول ومركز استقبال الأطفال المتسولين الأجانب بالعاصمة المقدسة منصور الحازمي أن يكون بين المتسولات اللاتي يجبن الأسواق التجارية والمساجد والإشارات المرورية في مكةالمكرمة هذه الأيام أي سعودية، مؤكدا خلال حديثه ل«شمس» أن هؤلاء المتسولات هن الجنسيات العربية والآسيوية يرتدين العباءة ويتقن اللهجة السعودية، لافتا إلى أن إجمالي المتسولين من السعوديين والسعوديات لا يتجاوز 1 % من نسبة المتسولين. وقال الحازمي إن المكتب ألقى خلال العام الماضي القبض على 608 متسولين، وبعد التحقق من ثبوتياتهم وبياناتهم اتضح أن عشرة متسولين ومتسولات فقط سعوديون، موضحا أن هناك اهتماما كبيرا بالمتسول السعودي والعمل على حل مشكلاته كافة، ومساعدته قدر الإمكان من خلال توجيهه إلى إدارة الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية، حيث استفادت الأسر المقبوض على أفرادها من الضمان الاجتماعي، وكذلك توجيه بعض منهم إلى الجمعيات الخيرية، ويتم بعد ذلك تصحيح أوضاعهم وتحسين معيشتهم، موضحا أن لدى المكتب باحثين وباحثات يدرسون حالتهم الاجتماعية، إضافة إلى معرفة وضعهم الاقتصادي من خلال زيارة الأسرة، وتقدم لهم جميع أوجه الرعاية الاجتماعية والاقتصادية، وأوضح أنه إذا ثبت أن المتسول أجنبي فيتم تسليمه إلى الجهات الأمنية لعمل الإجراءات اللازمة حياله، مضيفا بالقول إن بعض المقبوض عليهم من المتسولين الأجانب اتخذوا التسول مهنة وتجارة في ظل تعاطف المواطنين، موضحا أنه يتم إحالة المتسولين الأجانب من هم فوق 18 عاما إلى إدارة الجوازات، مشيرا إلى أنه إن كان المتسول طفلا يتيما، ولا يوجد من يقوم بعنايته وتربيته يتم تحويله إلى دار التربية الاجتماعية، وإذا كان معوقا ولا يوجد من يرعى شؤونه فيتم تحويله إلى مركز التأهيل الشامل لرعاية المعوقين، كما يصرف له إعانة مالية للإعاقة، أما إذا ثبت عدم حاجته فيتم الاتصال بأحد أقاربه «ولي أمره» لاستلامه وأخذ التعهد عليه بعدم ممارسة التسول، وفي حالة القبض عليه مرة أخرى فيتم تحويله للشرطة لاتخاذ اللازم بحقه وفقا للتعليمات، مبينا أن مركز إيواء الأطفال المتسولين الأجانب يستلم الأطفال من سن «ست سنوات إلى أقل من 18 سنة» بقسميه الرجالي والنسائي لتوفير الخدمات الاجتماعية من السكن والإعاشة، والخدمات الصحية لمتابعتهم صحيا. جاء ذلك بعد أن شدد عدد من المواطنين على ضرورة منع ما سموه بالظاهرة الجديدة أو الصرعة الحديثة في عالم التسول والتي بدأت تنتشر في العاصمة المقدسة، حيث تعمد مجموعة من النسوة المتخلفات المتسولات إلى التستر خلف العباءة وإتقان اللهجة السعودية حتى يظهرن وكأنهن من بنات البلد متخذات ذلك ذريعة لهن لاستجداء الآخرين وإثارة عطفهم عليهن ومن ثم يظفرن منهم بمبالغ لا يستطعن الحصول عليها لو تسولن بشخصياتهن الحقيقية، موضحين أن بعض هؤلاء المتسولات يدعين أنهن قدمن من مناطق بعيدة في البلاد ويروين قصصا خيالية مدعيات أنهن سعوديات؛ حيث يتقن بعضهن اللهجة السعودية على درجة كبيرة، إضافة إلى ذلك أنهن يتسولن وهن في كامل أناقتهن وتفوح منهن أزكى أنواع العطور ولبس البناطيل والعباءات المزينة والمزركشة كوسيلة لإغراء البعض من المواطنين والزائرين والمعتمرين لإعطائهن مبالغ مالية عند تسولهن وذلك من أجل زيادة الحصيلة اليومية لديهن وذلك من خلال صرعة جديدة في عالم التسول في مكةالمكرمة، مؤكدين في الوقت ذاته أن هذه الظاهرة تعد دخيلة على المجتمع السعودي لأنها تشوه الصورة الحقيقية للفتاة السعودية العفيفة التي تترفع عن أي شوائب قد تمس بسمعتها كالتسول وغيره، مشددين على ضرورة متابعة مثل هؤلاء المتسولات من قبل الجهات المعنية كمكافحة التسول والجوازات وغيرهما.