يعود الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد عام وشهرين إلى الأممالمتحدة، لتقديم طلب انضمام فلسطين كدولة «غير عضو» أو دولة بصفة «مراقب» مثلما هو حال دولة الفاتيكان في الأممالمتحدة. ففي العام الماضي، حالت الولاياتالمتحدة بضغوطها وتهديدها لمجلس الأمن وأعضائه والتلويح باستخدام حق النقض (الفيتو) لإعاقة عضوية فلسطين، وفشل المسعى الفلسطيني الذي أطلقوا عليه «استحقاق سبتمبر» وما أشبه اليوم بالبارحة، حين يلقي الرئيس أبو مازن كلمته أمام الأممالمتحدة، ولكن هذه المرة بعيدا عن الفيتو الأمريكي. وأكدت المصادر الفلسطينية أن مساعيها الدبلوماسية على مدار العام الماضي أكدت أن الدول اللاتينية والإسلامية والأفريقية والعديد من الدول الأوروبية ستصوت إلى جانب مشروع القرار الفلسطيني لتصبح فلسطين في صباح الخميس الأمريكي عضوا مراقبا في الأممالمتحدة، وهو ما يخول لها دخول باقي منظمات الأممالمتحدة، وخاصة محكمة لاهاي الدولية، ومحكمة الجنايات، حيث تخشى إسرائيل تقديم شكاوى فلسطينية أمام هذه المحاكم لإدانة قادتها السياسيين والعسكريين على جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني. من جهته، قال الدكتور عبدالرحمن أبو النصر الخبير القانوني ونقيب المحامين السابق ل «عكاظ» حول سؤال عن كيفية التصويت لصالح القرار الفلسطيني «إن عدد الدول الأعضاء في الأممالمتحدة هو 194 دولة، وسيكون المطلوب لتمرير القرار النصف زائد واحد، وبذلك نحتاج إلى 96 دولة، ونحن لدينا أكثر من ذلك بكثير، حيت نتوقع الحصول مابين 130 150 صوتا، بعد أن أعلنت الكثير من الدول المتحفظة في أوروبا أنها ستصوت لصالح القرار، ومن بينها فرنسا والنمسا والسويد، لكن ما زال هناك عدد من الدول المترددة حتى الآن، وتتمثل في إنجلترا وألمانيا وهولندا، وبعض دول أوروبا الشرقية والوسطى. ومن الدول التي تقف إلى جانب إسرائيل في رفض انضمام فلسطين للأمم المتحدة، ومارست الضغوط والتهديد والابتزاز لمنع القيادة الفلسطينية من تقديم قرار الانضمام للأمم المتحدةالولاياتالمتحدة وكندا وبعض الدول الصغيرة التي تدور في فلك الولاياتالمتحدة أو تعرضت للضغط عليها. وهكذا ستصبح فلسطين اليوم التاسع والعشرون من نوفمبر 2012 دولة بصفة «مراقب» في الأممالمتحدة، حيث يقول ممثل فلسطين في الأممالمتحدة الدكتور رياض منصور إن هذا التشريع لتحويل منظمة التحرير الفلسطينية من «كيان» مراقب إلى دولة «غير عضو» هو انتصار للجهد الفلسطيني، لمحاولة إنقاذ حل الدولتين وخلق ظروف مواتية قد تفتح الأبواب لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإنجاز دولة فلسطين على حدود عام 1967.