ما حدث في غزة مؤخرا يجب أن يكون درسا للفصائل الفلسطينية، وأن يبرز ضرورة التضامن الفلسطيني في مواجهة العدو الإسرائيلي وإتمام المصالحة الفلسطينية، بعد الافتراق الذي أحدث شرخا في الشارع الفلسطيني، وأضعف القضية الفلسطينية دوليا، لدرجة أن بعض قادة إسرائيل يزعمون أنه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام، خاصة على ضوء وجود كيانين فلسطينيين، أحدهما في الضفة الغربية والآخر في قطاع غزة. اليوم، ونحن على مقربة من توجه الرئيس محمود عباس إلى نيويورك للطلب من الأممالمتحدة بمنح فلسطين وضع دولة «غير عضو» أو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بات الفلسطينيون في حاجة ماسة للتضامن والتحالف ووحدة الموقف الفلسطيني، وإلغاء فكرة دعم الفصيل الواحد من أجل الوصول إلى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، في مسيرة القضية الفلسطينية. والمطلوب وضع مصلحة الشعب الفلسطيني فوق أي اعتبار، خاصة أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير؛ بسبب تعنت الاحتلال وعدوانه ومواصلة الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس المحتلة، والتهديد بشن عدوان آخر وشيك أوسع وأشد من «عامود السحاب». وعلى الفصائل والقوى الفلسطينية، سواء السياسية أو المسلحة، الابتعاد عن المصالح الحزبية والفصائلية والفئوية الضيقة، والنظر إلى ما هو أبعد، بشأن القضية الفلسطينية، وهذا يتطلب وحدة الموقف الفلسطيني، ومواجهة مؤامرات الاحتلال، خاصة بعد تحالف قوى اليمين الإسرائيلي في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، والتي تعمل على هدم أي فرصة للسلام والهدوء في المنطقة. واليوم الفرصة متاحة أمام الفلسطينيين لإظهار روح الوحدة والتحدي من أجل إتمام النصر الذي تحقق في غزة.