يوما بعد يوم، يزداد إيماني بفكرة أن الحوار بين البشر هو فن وثقافة ومهارة لا يجيدها إلا القليل، ولا يهتم باكتسابها الكثير. وبأن البعض لا يملك الإجابة على الكثير من الأسئلة، وأهمها السؤال الجوهري الذي يشمل أي جانب في حياتنا، والذي يقول: ما هو الأفضل بالنسبة لك؟ وما هي الطريقة المثلى لتحقيقه ومن ثم الحفاظ عليه؟. قد تكون الإجابة على هذا السؤال في كلمة واحدة: الصمت! نعم! فالصمت أداة تنجح أحيانا في تحقيق ما يعجز الحوار الفاشل عن تحقيقه، فقط إن أحسنا استخدامها! لكن أتعلم عزيزي القارئ ما الذي يحدث حين نقوم بالعكس؟ لتعلم.. إليك هذا الحوار: قال الزوج: صباح الخير قالت: صباح الخير فقط! قال: حسن، صباح الخير يا غاليتي. قالت: غاليتي! قال: غاليتي وحبيبتي ونور قلبي. قالت: واضح جدا! قال: ما الواضح؟ قالت: أنك لا تعني كل ما قلته! قال: لماذا تقولين ذلك؟ قالت: لأني أعلم بأني لن أسمعها إن لم أطلبها! لماذا علي دوما أن أذكرك بأهمية تلك الكلمات بالنسبة لي؟ قال: حبيبتي.. لا أريد أن نبدأ جدالا جديدا الآن، خصوصا أني نمت البارحة وأنتِ تتحدثين؟! قالت غاضبة: «نمت وأنت تتحدثين»! وتقولها هكذا بكل بساطة؟ قال: أليست الحقيقة! لقد عدت من العمل متعبا جدا وأخبرتكِ بذلك! لكنكِ كنت مصرة ولسبب أجهله، على سرد ما حدث طوال اليوم بحلوه ومره، وبتفاصيل لا تهمني! وهذا ليس عدلا! قالت: وما العدل برأيك؟ قال: العدل أن نتحدث حين أكون مرتاحا وبمزاج جيد. ولمعلوماتك.. تبدين أجمل وأنت صامتة. قالت: هكذا إذن! حسن.. كما تحب.. سأصمت! قال ممازحا: ما أروعك! اسمعي، أين ثوبي اللبني الجديد؟ لدي اجتماع هام مع مجلس الإدارة وأريد أن أتأنق.. أين أجده؟ قالت: ........... قال وهو ما زال يبحث: لم أجده في الخزانة.. أين هو؟ وماذا عن حذائي الأسود هل رأيته؟ قالت: .......... قال: ما بالكِ لا تجيبين؟ سأتأخر عن الاجتماع! قالت: لا شيء.. أريد فقط أن أبدو جميلة في عينيك! [email protected]