لم تكتمل فرحة أهالي مركز حرة الشرع في محافظة الكامل ببدء المقاول في وضع الأسس الأولى للجسر الذي يربط بلدتهم بطريق الهجرة بين المدينةالمنورة ومكة المكرمة قبل أربعة أعوام، إذ لا يزال المشروع متعثرا منذ نحو سنتين، ما أصاب الأهالي بخيبة أمل، خصوصا أن تأخير بناء الجسر فاقم معاناتهم وأجبرهم على عكس الطريق السريع نحو المدينةالمنورة لمسافة 30 كلم، معرضين أنفسهم والآخرين للخطر، مطالبين في الوقت ذاته بمحاسبة الشركة المنفذة وإلزامها بالتسريع في إنجاز الكوبري. ووصف صالح المستوري الجسر الذي يربط بلدتهم حرة الشرع بطريق الهجرة ب«الحيوي والمهم» الذي لم ير النور حتى الآن على الرغم أن تنفيذه بدأ قبل نحو أربعة أعوام، مشيرا إلى أن تشييده كان سينهي القلق الذي يعيشه أبناؤنا نظرا لخطورة التقاطع مع الطريق السريع والذي ذهب ضحيته عشرات الشباب والنساء خلال الفترة الماضية. وقال المستوري: «كان من المفترض أن ينتهي المقاول من تنفيذ المشروع قبل عامين، وتحديدا في مطلع العام الماضي 1432ه، لكنه تعثر دون أن نعرف الأسباب، وتم تمديد عقده لفترة ثمانية أشهر إضافية لينجز المشروع قبل موسم حج العام قبل الماضي، لكنه فشل في الالتزام بتعهداته فتأخر المشروع منذ سنة ونصف»، مشددا على أهمية محاسبة الشركة المنفذة وإلزامها بإنجاز المشروع في أسرع وقت. بينما، رأى فيصل البقيلي أن ضعف الرقابة من وزارة النقل تسبب في تأخير المشروع الحيوي المهم، موضحا أن أهالي مركز الشرع يجدون صعوبة حين يريدون الخروج إلى طريق الهجرة خلال مواسم الحج ورمضان والإجازات الصيفية، لأنه يمتلئ بأرتال السيارات المنتقلة بين المدينتين المقدستين. وقال البقيلي: «في ظل تلك الظروف يضطر الأهالي إلى النزول لمسافة 33 كلم شمالا حتى الوصول لأقرب جسر قبل العودة مرة أخرى باتجاه جدة أو ينتظرون لفترة تقارب النصف ساعة حتى يخلو الطريق ليقطعوه إلى الجانب الآخر»، لافتا إلى أن ذلك دائما ما يتسبب في العديد من الحوادث والمآسي. إلى ذلك، أكد دخيل المحمادي أن المواطنين يحتاجون بشدة إلى المشروع، مشددا على أهمية أن تتابع الجهات المختصة الشركة المنفذة ومحاسبتها على تقاعسها في أداء ما هو مطلوب منها، ملمحا إلى أنهم يلاحظون أن المشاريع التنموية تنفذ بسرعة في جدة والعاصمة المقدسة بينما تعاني من التعثر في المناطق النائية، موضحا أن جسر الشرع متعطل منذ أربعة أعوام دون مبرر واضح. وفي السياق ذاته، وصف عبدالعالي السلمي الشركة المنفذة ب«المتقاعسة»، مستغربا مطالبتها بمبالغ إضافية لاستكمال المشروع في حين أنه لم يتبق إلا جزء بسيط من السفلتة النهائية، ليبدأ الأهالي في استخدامه بعد سنوات من الانتظار. في المقابل، أكد مصدر مطلع في وزارة النقل أن المشروع شارف على الانتهاء، مشيرا إلى أن التأخير كان خارجا عن الإرادة، وسيجري الانتهاء من المشروع في القريب العاجل.