لنحو 3 أعوام ونصف العام وأهالي مركز حرة سليم في محافظة الكامل يترقبون وينتظرون استكمال مشروع الجسر الذي يربط بلداتهم مع طريق الهجرة مكةالمكرمة – المدينةالمنورة، والذي يبعد ما يقارب ال200 كلم عن مكة في اتجاه المدينة. أسباب غامضة الأهالي ما زالوا يمنون النفس في إنهاء المشروع المتوقف كي يتوقف مسلسل حوادث السيارات الذي أفقدهم العديد من أبنائهم خلال محاولتهم الانتقال من الطريق الزراعي إلى الطريق السريع في السنوات الماضية فيقول خالد البقيلي: بدأ المقاول وضع أولى خطوات الجسر قبل ثلاثة أعوام وعدة أشهر، وكانت الفرحة كبيرة لأن المشروع الحيوي الهام سينزع من قلوبنا القلق على أبنائنا المقبلين أو المغادرين من المركز نظرا لخطورة التقاطع مع الطريق السريع والذي ذهب ضحيته عشرات الشباب والنساء خلال الفترة الماضية. ويضيف: كان من المأمول انتهاء المقاول من العمل في المشروع قبل عام ونصف العام تحديدا في مطلع العام الماضي 1432ه، لكنه تعثر دون أن نعرف الأسباب، وتم تمديد عقده لفترة ثمانية أشهر إضافية لينجز المشروع قبل موسم حج العام الماضي، لكنه فشل في الالتزام بتعهداته فتأخر المشروع منذ 10 أشهر، وما زال يواصل عمله بسرعة السلحفاة غير مبال بأرواح الناس وحاجتهم للانتهاء سريعا من المشروع. ضعف الرقابة عبدالعزيز المستوري يعتقد أن ضعف الرقابة من وزارة النقل ساهم في تأخير المشروع الحيوي الهام ويقول: خلال مواسم الحج ورمضان والإجازات الصيفية والربيعية يمتلئ طريق الهجرة بأرتال السيارات المنتقلة بين المدينتين المقدستين، ونظرا لوقوع مركز الحرة في منتصف الطريق فإن من يريد الخروج إلى طريق الحرمين يعاني بشدة، إما النزول لمسافة 33 كلم شمالا حتى الوصول لأقرب جسر قبل العودة مرة أخرى باتجاه جدة أو ينتظر لفترة تقارب النصف ساعة حتى يخلو الطريق ليقطعه إلى الجانب الآخر، ودائما ما يتسبب ذلك في العديد من الحوادث والمآسي التي ما زالت عالقة بالأذهان. عويضه السلمي أحد أعيان المركز قال ل«عكاظ»: المواطنون يحتاجون بشدة إلى المشروع ولا بد من المتابعة الدقيقة من جهات الاختصاص ومعرفة سبب التعثر لأكثر من مرة ومحاسبة المتسبب في ذلك، ويضيف السلمي ضاحكا: «البعيد عن العين بعيد عن القلب» ففي جدة بدأ مشروع كوبري مبنى الحجاج العملاق بعد هذا الجسر بعام كامل وتم الانتهاء منه بسرعة فائقة لأنه أمام نظر المسؤولين في حين أن جسر الكامل ما زال يتحرك ببطء كبير دون أي مبرر واضح. خارج الإرادة من جانبه يحذر أحمد مسيلم المستوري أحد أعيان المركز من تأخر الإنشاء ويقول: بدأ الآن موسم الإجازة الصيفية وتليه مواسم رمضان والحج، حيث يزدحم الطريق وتكثر الحوادث، وننتظر من مسؤولي وزارة النقل التحرك سريعا لوضع حد لهذا التعثر. من جهته قال مصدر مطلع في وزارة النقل إن المشروع شارف على الانتهاء، مشيرا إلى أن التأخير كان خارجا عن الإرادة وسيتم الانتهاء من المشروع في القريب العاجل.