سمع أهالي الكامل أمس في عتمة الفجر صراخ شخصين يصارعان هدير السيول، واستنفر الصراخ الأهالي الذين تمكنوا من إنقاذ واحد منهما، عمد إلى ربط نفسه بمقود السيارة وصمد أمام هدير السيل حتى تم إنقاذه بالحبال، فيما تمكن الثاني من الإمساك بعمود إنارة حتى خفت درجة السيل وارتمى في الوحل حتى أنقذته طائرة عمودية. وفي التفاصيل أن مواطنين كانا يحاولان عبور وادي الغصن بمركز القعور فدهمهما السيل وجرف سيارتهما لمسافة بعيدة. وفي الوقت نفسه لم يتمكن الدفاع المدني في مركز مدركة القريب من القعور الحضور إلى موقع الشخصين المحتجزين بسبب سيل وادي ضرعاء والذي لم يتمكن أحد من قطعه إلا بعد عدة ساعات في حين لم تتمكن فرق الإنقاذ التابعة لمحافظة الكامل الوصول إلى الموقع كذلك بسبب صعوبة الطقس وتقطع الطرق الفاصلة بين الموقعين، وتواجدت فجر أمس طائرة هليكوبتر للدفاع المدني بحثت عن الناجي الثاني الذي قذف به السيل بعيدا ونجحت في الوصول إليه بعد أن احتمى بأحد المنازل القديمة، حيث تم إعطاؤه العلاجات المناسبة وتحويله للمستشفى بعد تعرضه لكدمات وتأثره من البرد الشديد وكانت محافظة الكامل تعرضت مساء أمس الأول وفجر أمس إلى أمطار غزيرة جدا لم تشهد لها مثيلا منذ أكثر من 30 عاما وفق تقديرات كبار السن. يشار إلى أن الأمطار بدأت منذ عصر أمس الأول واستمرت لنحو ساعتين، ونتج عنها رفع منسوب المياه في السدود الخمسة داخل المحافظة حيث تجاوزت المياه الحد الأعلى للسدود وبدأت في تصريف المياه من أعلاها مما أثار الهلع والخوف في نفوس الأهالي خصوصا بعد ظهور شائعة خلال الفترة المسائية بانهيار سد بطحان ولم يطمئن أغلب المواطنين إلا بعد أن تأكدوا من قبل الدفاع المدني والجهات المشاركة. ومع بدء جريان السيول أصدر محافظ الكامل ناصر السبيعي تعليماته لجميع الجهات الحكومية بالاستنفار التام والحرص على سلامة المواطنين، كما أوضح عدم وجود أي خسائر بشرية عقب الأمطار الغزيرة التي هطلت على المحافظة البارحة الأولى واستمرت في بعض المراكز حتى فجر أمس. وقال: تعرضت المحافظة إلى هطول أمطار غزيرة لم يسبق لها مثيل خلال السنوات القريبة الماضية أدت إلى فيضان سدود المحافظة الخمسة بالمياه من أعلى. ونفى السبيعي عدم تجاوب الدفاع المدني قائلا «منذ أن شاهدنا كثافة هطول الأمطار طلبنا من الجهات ذات العلاقة الحضور ومن ضمنهم الدفاع المدني وعلى الفور جهزوا كافة الآليات والمعدات والأفراد، في حين كان تأخر وصول طائرة الهليكوبتر بسبب سوء الأحوال الجوية التي تمنع إقلاعهم وفقا لأنظمتهم الملاحية وتواجدوا مع ساعات الفجر الأولى للبحث عن المفقود ووجدوه ولله الحمد». وكشف محافظ الكامل عن تعرض العديد من الطرق الرابطة بين المراكز والقرى للتعطل بسبب جرف السيل لكميات كبيرة من الأتربة والصخور وتسببت في إغلاقها لفترة طويلة، وتم التنسيق مع فرق الصيانة، وقال: السيول واصلت جريانها بشكل غير مسبوق أدى إلى تعطل أغلب الدوائر الحكومية المدنية في المحافظة لعدم قدرة الموظفين إلى الوصول لإداراتهم الصباح، حيث وصلت سيول الأودية البعيدة وتسببت في عجزهم عن تجاوز السيول والوصول إلى مكاتبهم، في الوقت الذي تم تعليق الدراسة على الفور في مدارس التعليم العام وفي فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالكامل حتى لا يتعرض الطلاب والطالبات للأذى من جهة أخرى نجا أهالي قرية المعرد بمركز الغريف من كارثة محققة بعد انهيار أحد المصدات التي نفذها الأهالي على حسابهم الخاص لدرء خطر السيول، حيث انحدر السيل بشكل كبير واحتمى الأهالي بالجبال المحيطة بعد أن أقترب من منازلهم بشكل كبير وتحول إلى داخل المزارع القريبة. يشار إلى أن محافظ الكامل اجتمع مع بداية هطول المطر في المحافظة مع أعضاء من الدفاع المدني والبلدية ووزارة النقل ووزارة الصحة والمياه ووجه بالتواجد في المحافظة وتم على الفور إرسال فرق ميدانية لتنبيه المواطنين بخطورة تجاوز السيول، ومسح كامل لكافة المراكز والقرى.