تنوعت الأمطار مستمرة الهطول على عسيروالطائف وجازان في قوتها وما أحدثته من تأثير. ففي محافظة الطائف، أوضحت مديرية الدفاع المدني أن فرقها أنقذت مساء البارحة الأولى 80 محتجزا في السيارات والمصاعد، فيما أخلت الفرق منتزه سيسد الوطني، الذي يعد أكبر منتزهات الطائف نتيجة السيول والالتماسات الكهربائية التي شهدها المنتزه، حيث جرى إخلاء الزوار كإجراء احترازي دون تسجيل أي أضرار أو إصابات. وأكد ل«عكاظ» الناطق الإعلامي للدفاع المدني في محافظة الطائف المقدم خالد القحطاني أن فرق الدفاع المدني تعاملت مع 80 بلاغا ما بين احتجاز داخل المصاعد أو السيارات. مبينا أن فرق الدفاع المدني أعلنت كامل جاهزيتها منذ تلقيها تحذيرات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة التي وصلت أمس وأشارت إلى توقعات هطول الأمطار منذ العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء، حيث انتشرت الفرق في الميدان وتعاملت مع جميع البلاغات دون تسجيل أية إصابات أو بلاغات عن مفقودين. وأبان المقدم خالد القحطاني أن أمطار الأمس أدت إلى جريان وادي القراحين ووادي مسرة. وحذر الناطق الإعلامي للدفاع المدني في الطائف المواطنين والمقيمين من الاقتراب من الأودية والشعاب خلال هطول الأمطار أو الصعود للمرتفعات تجنبا لمخاطر السيول والصواعق. من جانبها، رفعت صحة الطائف جاهزيتها أمس ومنذ وقت مبكر وقبل هطول الأمطار نتيجة التحذيرات التي وصلتها تحسبا لأية حالات طارئة. وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الشؤون الصحية في الطائف سعيد الزهراني، أن المديرية أرسلت فرقتين إلى طريق الطائفالباحة، لمباشرة الحالات الطارئة. وفي شأن ذي صلة، أغلقت السيول التي شهدتها المراكز الواقعة جنوبي الطائف أمس طريق الجنوب الواصل بين الطائفوالباحة؛ الأمر الذي أدى لتوقف الحركة المرورية على الطريق لساعات وعزل القرى عن بعضها. وهنا أكد الناطق الإعلامي في الدفاع المدني، تكليف فرق بالتواجد إلى جوار الأودية المحيطة بالطريق؛ خشية انحدار السيول المنقولة وما تحمله من كتل ترابية وصخرية تهدد حياة السكان ومرتادي الطريق، مشيرا إلى أن فرق الدفاع المدني استطاعت إنقاذ سيارة احتجزتها السيول بالقرب من مركز قيا الواقع جنوبي الطائف. وذكر شهود عيان أن الأهالي تدخلوا لإنقاذ محتجزين جراء السيول شهدتها مراكز جنوبي الطائف، مؤكدين أن السيول احتجزت شابين كانا في رحلة صيد، كما تسببت السيول في عزل سكان قرى كتنة، النحيلات، السوادين، ريشان، الدمجاء، والحفاة عن التواصل مع القرى والهجر الأخرى، وسط توقعات باستمرار جريان الأودية لأيام مقبلة. وفي محايل عسير، تسببت الأمطار التي هطلت أمس في جريان الشعاب المحيطة بعقبة شعار وتدفقها إلى الطريق وإغلاقه لساعات، مخلفة انهيارات صخرية خطرة أعاقت حركة الطريق، وتدخلت فرق الطرق والصيانة لمعالجة ذلك. وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة عسير المقدم محمدالعاصمي أن محافظة محايل شهدت أمطارا غزيرة متوسطة سالت على إثرها الأودية والشعاب، وسيرت دوريات السلامة والإنقاذ في المحافظة دون تسجيل حوادث غرق أو احتجاز. وكانت الأمطار قطعت الكهرباء عن بلدة ذلجنين على طريق محايل أبها وأوقفت دوريات المرور والشرطة في محافظة محايل الشاحنات والمركبات المتجهة إلى عقبة شعار وذلك قبل أن يتم فتحها في وقت لاحق. وتتواصل لليوم السادس على التوالي الأمطار على منطقة عسير بكثافة، محيلة الأجواء إلى الشتوية، وتوقفت بعض الأنشطة في بعض المهرجانات المكشوفة بسبب هطول الأمطار، ففي حي حسام في خميس مشيط نقلت السيول الأتربة والحجارة لتغطي طبقة الإسفلت أمام المنازل وتعطلت حركة مئات السيارات البارحة ولمدة تجاوزت أربع ساعات، بسبب جريان وادي عبل في بللحمر ولم تسجل أي حوادث. وفي جازان، يستمر جريان السيول القوية في وادي خلب، والذي جرف عددا من المزارع وأوقف عددا من السيارات عن السير نتيجة انقطاع الطريق الرابط بين مصنع الإسمنت وأحد المسارحة، كما داهم السيل عددا من المنازل المحاذية للوادي، وأدت الأمطار إلى جريان أودية تعشر، مقاب، ووادي جازان، والتي لم تشهد مثل هذه السيول منذ 10 أعوام، كما جرفت الأمطار عددا من الأشجار في محافظة العارضة نتيجة الرياح الشديدة المصاحبة للأمطار، وشملت الأمطار المرتفعات الشرقية، أبو عريش، أحد المسارحة، بني مالك ،فيفا ،صامطة، والطوال، مصحوبة برياح شديدة، وتسببت الأمطار في قطع التيار الكهربائي عن عدد من القرى في أبو عريش وأحد المسارحة، نتيجة تعرض بعض المحولات الكهربائية إلى العطب بسبب الصواعق الرعدية وقد استنفرت شركة الكهرباء جهودها في إعادة التيار إلى بعض المنازل، كما تسببت الأمطار التي هطلت على محافظة أبو عريش إلى إغلاق الطرق الرئيسة داخل المحافظة مما كشف عدم فاعلية عمل شبكة تصريف مياه الأمطار التي نفذتها البلدية أخيرا، حيث أدى ذلك إلى دخول المياه إلى عدد من المحلات التجارية والمنازل وتعطيل عدد من المركبات داخل تلك البرك، كما استنفرت الأمطار الجهات الرسمية، حيث كثف الدفاع المدني والدوريات الأمنية انتشارهما على الأودية لتحذير المواطنين والعابرين.