مشاهد تتكرر كل يوم.. شحات يقف بعد كل صلاة ويتوسل للمحسنين بعد قراءة معروض طويل، وتفضحه دموعه.. فيجهش بالبكاء في أحد مساجد الحي المجاورة، تخيلوا هذا المشهد في ذات المسجد تكرر العصر، والمغرب، والعشاء.. فهل هذا من باب الصدفة، تراهم في كل واد يهيمون بحثا عن ريال أو ريالين.. في المطاعم طفل ومسن يقوده مشهد يتكرر كثيرا، أمام المجمعات التجارية امرأة بيدها ورقة مصورة تقول إنها مصابة بمرض خطير.. مشهد يتكرر. أمام المساجد في كل الصلوات، ويتجلون في يوم الجمعة.. مشهد يتكرر. شحاتون من الجنسين لا يمنعهم هجير الصيف، ولا زمهرير الشتاء. يتفننون في استغلال العاهات الخلقية، بغية الحصول على المال.. مشهد يتكرر. عند الأسواق الشعبية، وعند الإشارات لهم روايات وحكايات.. فتارة يغسلون زجاج سيارتك، أو يبيعون الفل، أو الخردوات، ينسابون بخفة وسرعة وسلاسة بين السيارات. أصبحت لديهم حاسية المكان في انطلاق وتوقف السيارات.. ناهيك عن «موسم الهجرة إلى الغربية»مكة، وجدة في رمضان، والحج. الغريب أن الشحات بدأ في تأجير مكان شحاتته المعروف «إذا لم يرغب في الدوام هذا اليوم» وبمبلغ يتجاوز الثلاثمائة ريال في اليوم، فهذه الأماكن ماركة شحاتية مسجلة.. الكل يعرف هذا المكان للشحاتين العتقية فقط. قبل أن تطلق الإشارة صافرتها الخضراء سأل صديقي شحاتا يلهث بشراهة.. يعد مبالغ جمعها.. «كل هذا من الشحاتة؟!» فرد بإجابة لطيفة بلهجة دارجة مكررة الشحاتة فن يا خبيري، وسط ابتسامات مكررة مألوفة..!! كل هذا وما زالت مكافحة التسول تغط في سباتها العميق، رغم تقلبات الصيف، ومسلسل انقطاع الكهرباء.. مكافحة التسول.. صباح الخير..؟!