أم تحمل طفلها الرضيع تحت أشعة الشمس الحارقة وتجوب به الشوارع لاستمالة مشاعر المارة لكي يلقوا عليها حفنة من الريالات.. هذا هو المشهد الحاضر في شوارع مدينة جدة وتحديداً بالقرب من الإشارات المرورية وفي الميادين بشكل عام وكل الأماكن العامة التي تشهد كثافة سكانية . ويعتبر التسول تجارةً رابحة للنساء اللواتي خلعاً جلباب التعفف واستبدلوه بمعطف الاستجداء. فمبدأ التسول الذي يقوم في أساسه على الحاجة والعوز تحوّل إلى عمل منظم فعندما تضيء الإشارة باللون الأحمر وتتوقف المركبات عندها ينزل هؤلاء النسوة من الرصيف للتجول بين السيارات حاملين أطفالهم للترويج عن معاناتهم من أجل الحصول على المال فضلاً عن التجول في الأسواق والوقوف أمام أبواب المطاعم. ولم تقف أعمال التسول عن النساء فقط بل أن ممارسيها من جميع الفئات العمرية من رجال ونساء وأطفال. يقول المواطن ناصر الدبيسي إن وجود مثل هذه الفئة بلا شك يشوّه صورة المجتمع والمنظر العام في الطرقات وخصوصاً في الأماكن العامة لما تمثله هذه الفئة من استنزاف لجيوب الآخرين وذلك لطبيعة عملهم المستمرة وقال الدبيسي « نشاهد المتسولين من كافة الفئات العمرية من رجال ونساء وأطفال يجوبون الشوارع ويطرقون نوافذ السيارات بحثاً عن القليل من المال . وقال عبدالله الجهني ان هذه الفئة من المتسولين هم أكثر تشويهاً للمنظر من المتسولين الأصحاء - على حد تعبيره -، وذلك لأن متسولي العاهات يلجأوون في غالب الأمر إلى استخدام عاهتهم وإعاقتهم من أجل استمالة قلوب الآخرين والترويج من أجل الحصول على المال، وقال الجهني إن تواجد هذه الفئة عند أبواب المساجد بصفة دائمة أمر مزعج للمصلين خصوصاً في الدخول والخروج من المسجد. من جانبه أوضح مدير مكتب مكافحة التسوّل سعد الشهراني أن هناك 8 جهات تم تشكيلها للمتابعة الميدانية المستمرة من أجل القضاء على هذه الظاهرة وهي الجوازات والشرطة وهيئة الأمر بالمعروف والمجاهدين والأمن الوقائي بالإضافة إلى البحث الجنائي والإدارة العامة للمرور، ويتم التحقيق مع المتسولين الأجانب من قبل الجهات المعنية حول الأسباب التي دفعتهم للقدوم إلى المملكة وممارسة أعمال التسوّل ومن ثم يتم تسليمه إلى إدارة الجوازات ليتم ترحيلهم خارج المملكة.