ضرب مواطن كفا بكف واعترته الدهشة حينما شاهد بأم عينه المتسول صاحب العاهة والذي كان بالكاد يخطو على الأسفلت وأشفق عليه ومنحه ما جادت به نفسه يتحلل من عاهته ويطلق ساقيه للريح حينما خلا الشارع من المارة والسيارات، هذا المشهد يتكرر كثيرا، ويؤكد أن بعض المتسولين يتفننون في تركيب أطراف صناعية وعاهات في محاولة منهم لاستدار العطف، وقد ترجمت هذا السيناريو الاحتيالي مقاطع فيديو تم بثها في مواقع التواصل الإجتماعي، إذ أظهرت معوقا من دولة عربية تم إلقاء القبض عليه من قبل أشخاص غير معروفين في شارع التحلية في جدة، والطريف أن المتسول المعوق بعد إلقاء القبض عليه أظهرت الكاميرا أنه يتصنع الإعاقة وأنه سليم ومعافى، وكشف الفيديو أن منتجيه يهدفون إلى فضح أساليب بعض المتسولين الذين يدعون الإعاقة والإصابة بالعاهات لاستدار العطف والشفقة. من جهة أخرى، نسقت إدارة مكافحة التسول مع وحدة البحث والتحري لمرافقة مندوبين من البحث فرق المكافحة لجمع معلومات عن مواقع المتسولين وطرقهم وأماكن تواجدهم وطريقة التواصل بينهم والرفع بنتائج تلك التحريات للجهات المختصة. وقال مدير مكافحة التسول في جدة سعد الشهراني أن لجنة سباعية مكونة من جهات حكومية باشرت مهامها في متابعة المتسولين والقبض عليهم وإحالتهم لجهة الاختصاص لإكمال اللازم نحوهم، وقال إن اللجنة الميدانية تضم إدارات الشرطة، المرور، الجوازات، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الدوريات الأمنية، إدارة المجاهدين، ومكتب مكافحة التسول، وأنها تجتمع دوريا للحد من ظاهرة التسول لا سيما في مواسم الحج والعمرة ورمضان. وبين الشهراني أن اللجنة تتولى اللجنة مهمة متابعة المتسولين والقبض عليهم والتعامل معهم وفق النظام، لافتا إلى أن هناك انخفاضا في نسبة المتسولين السعوديين، موضحا أنه جرى القبض على اثنين من المواطنين السعوديين يتسولان على مدار العام، كاشفا في نفس الوقت أن نسبتهم في جدة لا تزيد على 2 في المائة. وقال مدير مكتب مكافحة التسول في جدة أن المتسولين الأجانب يتم إحالتهم من قبل اللجنة المختصة إلى إدارة الوافدين لترحيلهم وفق التعليمات، أما المتسولون السعوديون فيتولى مكتب مكافحة التسول في جدة دراسة حالتهم والتأكد من وضعهم، وفي حال ثبوت احتياجه المادي يتم إحالتهم إما للضمان الاجتماعي أو للجمعيات الخيرية لمساعدته، ويؤخذ عليه التعهد اللازم، وفي حالة تكرار تسوله بلا مبرر وأنه غير محتاج فيتم رفع الأمر للإمارة للتوجيه حياله. وقال الشهراني إن إدارته جزء من اللجنة المشتركة مشددا أن مسؤولية التسول هي مسؤولية جهات مشتركة وليس جهة واحدة، وبين أنه تم القبض على نحو 700 متسول ومتسولة منذ بداية شهر رمضان المبارك إلى اليوم مرورا بعيد الفطر المبارك وذلك من خلال تكثيف الحملات الميدانية شكل المتسولين الأجانب نسبة 98 %. وبين أن إدارته تتولى بحث حال المتسولين السعوديين فضلا عن إيواء الخادمات اللاتي تأخر الكفلاء عن استلامهن في المطار ويوجد حاليا نحو 50 خادمة من الجنسية الأثيوبية ينتظر تسليمهن لكفلائهن، وكشف أن عدد الخادمات المودعات في المكتب خلال نفس الفترة بلغ 1900 يتم تسليمهم أولا بأول لكفلائهم الذين تأخروا عن استلامهن حيث تستضيف إدارة مكافحة التسول هؤلاء في قسم خاص ويوفر لهن السكن المؤقت.