وكف الحلاقة عادة قديمة يمازح بها الصديق صديقه، عندما يحلق الأخير شعره ثم يلتقي أصدقاءه فيتهافتون عليه لإعطائه هدية الحلاقة وهي عبارة عن ضرب الجزء الخلفي من الرقبة بكف اليد ضربة غير موجعة، إلا إذا جاءت من كف (جلف) أو منتقم لكف سابق كان مؤلما. انقطعت عادة كف الحلاقة تلك، ربما لأن كثيرا من الشباب لم يعد يحلق بل يطيل شعر رأسه بما لا يتيح رؤية الرقبة وضربها أو لأن قصات الشباب الحالي خاصة تلك المثبتة بمادة الجل الناشف تجعل الشعر كشوك القنفذ يخسر راحة يده من يلمسه ناهيك عن من يصفعه. الصفعة الأهم هي التي تلقاها القطاع الخاص الجاحد المكابر الممانع للسعودة والمشكك في جدية الشباب السعودي في البحث عن عمل، والذي يتهم الشاب السعودي بأنه لا يرغب في الأعمال المهنية وإنما يريد أن يقوم بعمل إداري وأنه غير محتاج فعليا للعمل. خبر «عكاظ» أول أمس الجمعة أكد أن أعدادا من الشبان السعوديين مارسوا عمل الحلاقة للآلاف من حجاج بيت الله في خطوة اعتبرها (كف حلاقة) تلقته رقبة القطاع الخاص الذي يتحجج دوما بعدم جدية الشاب السعودي، فهاهم الشباب السعودي يمارسون وبكفاءة ودقة وثقة مهنة الحلاقة للحجاج بحثا عن مصدر رزق في الدنيا وأجر وثواب بإذن الله في الآخرة. الأيام تثبت والمناسبات تؤكد أن حجج التجار والشركات والمؤسسات الخاصة فيما يتعلق بالسعودة مجرد حجج واهية لا تستند على دليل ولا دراسات وإحصاءات أو حتى استفتاء رأي ولو محدود، لكن القطاع الخاص عندنا لا يخجل من تكرار أعذار عفى عليها الزمن بالرغم من أن هذا القطاع أصبح مؤخرا «ينضرب على قفاه» كما يقول إخواننا المصريون عمن يصفع على قفا رقبته.