تشهد سوق المشالح حركة دائبة من قبل المتسوقين لشراء مشلح العيد، ويفضل الكثير أن يكون حساوي الصنع لجودته وفخامته وتميزه، حيث اشتهر الأحسائيون بصناعة النسيج منذ القدم وأشهرها صناعة المشالح التي انتقلت إلى بعض البلدان العربية بعد هجرة أرباب هذه الصناعة التي تعتمد على مهارات يدوية عالية في حياكة النقوش المذهبة. كما أسهم بعض المشتغلين بها في نشرها داخل وخارج المملكة وتصدير منتجاتهم إلى مختلف البقاع لتظل الأحساء قاعدة هذه الصناعة العريقة. وتتركز صناعة النسيج في كلٍ من مدينتي الهفوف والمبرز ويقوم عليها عدد من الأسر المعروفة التي تمتهن صناعة الأقمشة من خيوط الغزل المحلي المستمد من صوف الغنم أو وبر الإبل، وقد تنامت هذه الصناعة مع مرور الزمن حتى أصبحت تجارة ضخمة. ويعد المشلح الحساوي أرقى أنواع المشالح في العالم، إلا أن صناعته تواجه عددا من المعوقات والتحديات، حيث تقلص حجم مبيعاته السنوية إلى 20 مليون ريال، ولأجل ذلك نفذت غرفة الأحساء ورشة عملٍ لأقطاب هذه الصناعة والمهتمين بها من أجل مناقشة واقعها وتقديم مقترحاتهم لتطويرها والنهوض بها وإنقاذها. وأوضح المدير التنفيذي لجهاز السياحة في الأحساء علي الحاجي، أن رؤية الهيئة العامة للسياحة والآثار هي في الاستثمار في الحرف والصناعات اليدوية وبالتحديد صناعة المشالح التي تنطلق من كون النشاط الحرفي إرثا وطنيا ومجالا لتوفير فرص العمل ومصدرا لتنمية الموارد الاقتصادية وعاملا لإنعاش الحركة التجارية والسياحية، مشيرا إلى أن المملكة تسعى إلى تنمية قطاع الحرف والصناعات اليدوية تنمية متوازنة ومستديمة تحقق تنوعا اقتصاديا وثراء اقتصاديا. وحول أبرز التحديات والمشاكل التي تواجه صناعة المشالح الأحسائية، ذكر أنور الجوهر أحد المشتغلين في الصناعة، أن من أبرز تلك التحديات صعوبة توفر بعض المواد الأولية مثل (الزري) وتحكم بعض الموردين في هذه المواد باحتكارها وارتفاع الأسعار والعزوف عن الشراء ومنافسة المستورد للصناعة اليدوية المحلية على حساب الجودة. وأشار إلى أن العمالة والتدريب من أهم الإشكاليات التي تواجه هذه الصناعة، مبينا أن قلة الأيدي الوطنية في هذه الصناعة والتوجه للوظائف أثر كثيرا عليها بالإضافة إلى ارتفاع أجور الأيدي العاملة ودخول العمالة الخارجية على هذه الحرفة مما سبب رداءة في المشلح الأحسائي إضافة إلى مزاحمة الأيدي الوطنية، وشدد على ضرورة تركيز المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني على الحرفة بإنشاء برامج تدريبية متكاملة.