أكد رئيس غرفة الأحساء صالح العفالق أن صناعة البشت الحساوي تواجه حالياً العديد من المعوقات والتحديات، على رغم أنها تعتبر من أرقى أنواع البشوت في العالم ولها سمعة تاريخية، مشيراً إلى أن حجم المبيعات السنوية لبشوت الأحساء تقلص إلى حد كبير، إذ يقدرها بعض التجار بنحو 20 مليون ريال. ودعا خلال خلال ورشة عمل نفذتها غرفة تجارة الأحساء، أمس، بحضور الصناعيين والمهتمين بصناعة البُشت الأحسائية، إلى مناقشة التحديات التي تواجه الصناعة وتقديم مقترحاتهم لتطويرها والنهوض بها وإنقاذها. من جهته، بين المدير التنفيذي لجهاز السياحة في الأحساء علي الحاجي، خلال ورقة عمل قدمها بعنوان: «رؤية الهيئة في الاستثمار في الحرف والصناعات اليدوية... صناعة البشوت»، إن صناعة البشوت تنطلق من كون النشاط الحرفي إرثاً وطنياً ومجالاً لتوفير فرص العمل، ومصدراً لتنمية الموارد الاقتصادية وعاملاً لإنعاش الحركة التجارية والسياحية، إذ تسعى المملكة إلى تنمية قطاع الحرف والصناعات اليدوية تنمية متوازنة ومستدامة، تحقق تنوعاً اقتصادياً وثراء اقتصادياً. وأشار إلى أن رؤية الهيئة المستقبلية تتمثل في التنسيق مع الشركاء، وتوفير فرص عمل لكل فئات المجتمع من الرجال والنساء، والطلب المتزايد على الصناعات اليدوية، وتصدير بعض المنتجات الحرفية للخارج، وإيجاد مجمعات للحرفيين، ومشاركة المتطوعين من الأهالي. من ناحيته، أوضح الدكتور نذير عليان من جامعة الملك فيصل، أن هناك عدداً من الأساليب الترويجية لصناعة البشوت، لتوسيع النشاط التسويقي لمنتج البشوت، وبصفة خاصة على المستوى الدولي، ويجب استخدام تكنولوجيا التجارة الإلكترونية، إذ يمكن بيع المنتجات لأشخاص في البلدان البعيدة مباشرة من الأحساء. وشدد على توسيع نطاق تسويق البشت الحساوي، والتفكير في عقد شراكات مع علامات تجارية في مجالات أخرى، وهي تجربة قامت بها العديد من الشركات العالمية في مجال المنتجات الفخمة مثلاً. وحول أبرز التحديات والمشكلات التي تواجه صناعة البشوت الأحسائية، ذكر أنور الجوهر أحد المشتغلين بالصناعة خلال الورشة أن من أبرز تلك التحديات صعوبة توافر بعض المواد الأولية مثل (الزري)، وتحكم بعض الموردين في هذه المواد (الاحتكار)، وارتفاع الأسعار، والعزوف عن الشراء، ومنافسة المستورد للصناعة اليدوية المحلية على حساب الجودة. ولفت الجوهر إلى أن العمالة والتدريب يعتبران من أهم الإشكالات التي تواجه هذه الصناعة، مبيناً أن قلة الأيدي العاملة الوطنية في هذه الصناعة وتوجههم للوظائف أثّر كثيراً على هذه الصناعة، إضافة إلى ارتفاع أجور الأيدي العاملة الوطنية، ودخول العمالة الخارجية على هذه الحرفة، ما سبب رداءة في البشت الأحسائي، إضافة إلى مزاحمة الأيدي العاملة الوطنية. وشدد على ضرورة تركيز المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني على المهنة من خلال إنشاء برامج تدريبية متكاملة.